لو لم تكن المغنية رولا سعد قادرة على دفع مبلغ مئة ألف دولار للفنانة صباح من دون أن يرفّ لها جفن كي تشاركها في أول اغنيتين نزلت فيهما رولا الى ساحة الغناء، لما استطاعت ربما أن تخترق الحواجز في اتجاه الجمهور"العريض". لم تقرر رولا أن تعتمد الاسلوب الذي اعتمدته كثيرات في"لفت"الأنظار، لأنها رغبت في دخول الحلبة من باب آخر، هو باب... صباح. وبما أن صباح لا تزال مثيرة للجدل وتطرح حولها الأسئلة التي تتناول قدراتها الشخصية"الاسطورية"في البقاء في الصورة، فتأتي الأجوبة مغمّسة ببعد انساني وفني استثنائيين يؤمن بأنه يحق لصباح ما لا يحق لغيرها، وبجدارة وعاطفة معاً، فقد عزمت رولا سعد على اغراء صباح مادياً، وهي أي صباح الصريحة التي لا تخشى لومة لائم اعترفت بذلك، وبالمبلغ المرقوم اعلاه 100 ألف دولار من دون زيادة أو نقصان في لقاء تلفزيوني كاشفة"سر"ظهورها الى جانب رولا التي اعتبرت أن رعاية صباح لها في بدايتها ستُحدث ما يحدثه القاء حَجَر في بركة نائمة... وهكذا كان بالفعل. صباح، بفطرتها وبساطتها وذكائها معاً أعلنت انها تلقت مبلغ المئة ألف دولار ك"هبوصة"من رولا مؤكدة انها كانت ولا تزال تعيش مادياً في بحبوحة حقيقية لا تهتز بالأقاويل والاشاعات على مدى نصف قرن على رغم عمليات النصب والاحتيال التي تعرّضت لها من الأقربين والأبعدين سواسية. بمعنى ما إن رولا سعد برعت في"شراء"اللحظة الأولى التي"تسرق فيها الكاميرا"مستعينة بصباح التي تحبّ المواهب الجديدة وترى في رولا مغنية ذات"أخلاق طيبة"نظراً لوقوفها الى جانبها في بعض المواقف الصعبة الأخيرة التي عبرت في حياة صباح الشخصية كدخول ابنتها هويدا مستشفى نفسياً وغير ذلك. وقد أعانت صباح صديقتها الشابة رولا التي حققت بدورها، ما خططت له، اعلامياً. ليس حراماً على مغنية شابة، جديدة، التفكير في الطريق الأقرب للشهرة. أصلاً رولا معروفة كعارضة أزياء ناجحة. وعندما خطر لها موضوع الغناء إسوة برفيقات لها حققن شهرة ونجومية، درست الأمر جيداً. فكانت فكرة"التعاون"مع صباح كمرحلة أولى تمهيدية لتبلغ رولا سنّ الرشد الذي يخوّلها السير وحدها من دون معين. ولعل الأغنية الأخيرة لها"حبيبي"والكليب المرافق، كانا معيناً جدياً على احداث اقتناع لدى الجمهور بأن رولا قادرة على الغناء معتمدة على صوتها فقط في الأداء، وعلى جمالها وحضورها في الكليب، وعلى لحن شعبي خفيف مبنٍ على كلام شعبي خفيف، وتملك أساساً معقولاً لبناء علاقة غنائية خاصة مع الجمهور!؟. صحيح أن أغنية"حبيبي"مستوحاة من نمط أغاني صباح نفسها، الى درجة أن كلمة"ح... بي... بي"في تقطيعها الموسيقي والايقاعي في مقاطع الأغنية كلها، مأخوذة بنوتاتها الثلاث وبالحرف من مطلع المقدمة الموسيقية لأغنية"يانا يانا"التي سجلتها قبل ذلك مع صباح، وصحيح أن كوبليهات الأغنية، تلحينياً، منسقة في شكل يذكر بأكثر من أغنية لصباح، إلا أن الصحيح أيضاً هو أن الملحن هيثم زياد استخرج من نمط علاقة رولا بصباح أغنية تناسب رولا مزاجياً وصوتياً بحيث لا يهتز الانطباع الادائي الراهن في ذهن الجمهور والذي تكوّن عنها خلال السنتين الأخيرتين بفضل"ارتباط"اسمها بصوت صباح في اثنتين من أبرز أغانيها الشهيرة"يانا يانا"و"ألاقي زيك فين يا علي"، في حين انها لو اختارت نوعية أغان أخرى لربما تعرضت لإرباك. بهذا، رولا سعد أكملت من حيث بدأت مع صباح ب"شطارة"احترافية من الملحن هيثم زياد.