كانكون (المكسيك) - رويترز، أ ف ب - تهدد قضية مستقبل بروتوكول «كيوتو» الشائكة أعمال مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ في كانكون (المكسيك) الذي اختتم أسبوعه الأول من المفاوضات أمس. ويمكن أن يضر فشل هذا الاجتماع بمصداقية عملية المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة منذ 18 سنة. وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ارتور رونغي- ميتسغر للصحافيين: «لن يكون التوصل الى توافق ممكناً إذا بقيت الدول على مواقفها المتشددة». وأضاف إن قضية مستقبل بروتوكول «كيوتو»: «أشبه بسيف مسلط على المؤتمر». وأفاد الممثل الأميركي للمناخ تود ستيرن بأن السماح بأن «تعرقل» هذه المسألة المفاوضات سيكون «خطأ فادحاً». وأضاف مفاوض الولاياتالمتحدة التي لم تصادق على هذه المعاهدة الدولية: «هناك فرصة لتحقيق تقدم هنا، ولا أريد تفويت هذه الفرصة بسبب نزاع حول بروتوكول كيوتو». وكان ممثلو فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا والاكوادور أكدوا انه سيكون «من الصعب جداً» التوصل الى اتفاق من دون التزام من الدول الصناعية بمواصلة تطبيق بروتوكول «كيوتو»، الذي يُلزم 44 دولة بخفض الانبعاثات لغاية عام 2012. وتصرّ دول الجنوب على تمديد معاهدة «كيوتو» التي وقّعت عام 1997 وتشكل الأداة القانونية الوحيدة التي تُلزم الدول الصناعية بخفض انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع الحرارة. إلى ذلك، أعلن البنك الدولي انه «يتعيّن على المدن لعب دور أكبر في مكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض»، وتابع إن بمقدورها التحرّك في شكل أكثر سهولة من الحكومات، التي تكافح للاتفاق على معاهدة مناخية للأمم المتحدة. وأفاد مبعوث البنك الدولي الخاص في شأن التغير المناخي اندرو ستير أن «أكبر عشر مدن عالمياً يخرج منها غازات مسببة للاحتباس الحراري أكثر من دولة واحدة، كاليابان»، وحثّها على تطبيق إصلاحات، منها إحداث تغييرات في سوق عقود الكربون، لمساعدة المدن على أن تصبح أقل تلويثاً للبيئة. وتابع إن مدن العالم الكبرى، مثل طوكيو وشنغهاي ونيويورك وبوينس ايرس، تقع قرب سواحل أو أنهار، لذا فأمامها أسباب مقنعة للتحرك لتقليل مخاطر الفيضانات أو ارتفاع منسوب البحار. وتابع ستير انه «عندما يكون في العالم 194 دولة تتفاوض، فليس من السهل دائماً التوصل إلى توافق في الآراء». إذ وقّع أكثر من ألف رئيس بلدية أميركي عام 2008 على أهداف لخفض انبعاثات الغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري، وفقاً لبروتوكول «كيوتو»، لكن الحكومة الأميركية لم تصادق على البروتوكول. ولفت إلى أن البنك الدولي أيد إجراء عملية تعديل في آلية سوق الأممالمتحدة، تهدف للتشجيع على الاستثمارات في المشاريع الفردية في الدول النامية، منها الألواح الشمسية في المغرب أو الطاقة المائية في هندوراس. وأفادت دراسة للبنك الدولي بأن المناطق الحضَرية هي موطن أكثر من نصف سكان العالم ومسؤولة عن ثلثي الغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري، وتملك قدرة اقتصادية ضخمة تساعدها على التحوّل إلى تسيير وسائل مواصلات غير ضارة بالبيئة، واعتماد طاقة نظيفة أو إخضاع المخلّفات الحضرية إلى عمليات تدوير أفضل. وأضافت أن الناتج المحلي الإجمالي في أكبر 50 مدينة عالمياً مجتمعة يأتي في الترتيب بعد الولاياتالمتحدة مباشرة، الأولى عالمياً، وقبل الصين. ويتجاوز اقتصاد مدينتي طوكيو (اليابان) ونيويورك (أميركا)، مثلاً، اقتصاد دول مثل كندا وتركيا حجماً. وتجتمع وفود من 190 بلداً في كانكون منذ 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ولغاية 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، لإعطاء دفع جديد للمفاوضات حول مكافحة التغيّر المناخي، بعد عام على فشل «مؤتمر كوبنهاغن».