شهد أحد شوارع دمشق مساء أول من أمس قتل المخرج العراقي عدنان ابراهيم ب "طريقة عراقية" تمثلت بإقدام مجهول على طعنه بسكين حاد بين 11 و17 طعنة حسب ما تردد. وقيل إن الجاني ذبح الضحية قبل أن يلوذ بالفرار، وأن صوراً حية أُخذت للضحية وحفظت في هواتف نقالة، لكن لم يجر تأكيد ذلك من مصادر مستقلة. ونفت مصادر رفيعة المستوى ل"الحياة"وجود"أي مؤشرات الى خلفيات سياسية"وراء عملية القتل، مشيرة الى أن السبب"جرمي وجنائي". وقال أصدقاء المغدور إنه تلقى"تهديدات بالقتل قبل اسبوعين خلال وجوده في منطقة السيدة زينب"جنوب العاصمة السورية. لكن المصادر الرفيعة فضلت"عدم القفز الى أي استنتاجات في انتظار ظهور نتائج التحقيق". وفي التفاصيل، بينما كان ابراهيم 58 سنة عائداً الى مكتبه للانتاج التلفزيوني في ساحة الشهبندر وسط دمشق للقاء كاتب السيناريو المصري احمد حامد في السابعة من مساء السبت، أقدم مجهول على طعنه في أماكن مختلفة في جسمه شملت طعنات في القلب والرقبة. وروى شهود ان جارة لابراهيم كانت تشاهد الجريمة من خلال منظار منزلها، لدى سماعها أصوات قوية أمام المكتب. واستمع المحققون السوريون الى افادات الجارة وحامد والعامل في المكتب للوصول الى معلومات في شأن القاتل. وكان ابراهيم الذي عرف ب"وسامته الرجولية"، انتقل الى سورية في الثمانينات، قبل أن يسافر الى العمل في الكويت مع"مؤسسة الانتاج البرامجي"مع المخرج السوري هيثم حقي. وبعد طلاقه من الفنانة العراقية امتثال عزيز، تزوج من الممثلة السورية مها المصري حيث رفض العودة الى العراق كي لا يؤدي الخدمة العسكرية خلال حرب الخليج الثانية بداية التسعينات. وقال أصدقاء للمغدور إنه عمل بداية التسعينات مع"ام بي سي"قبل أن ينتقل الى الإقامة بين بيروتودمشق، حيث أخرج إحدى سلسلات"مرايا"للفنان ياسر العظمة. وبعدما ترك"ام بي سي"لأسباب مالية، تزوج الفنانة السورية نورمان أسعد وأخرج لها مسلسلاً تلفزيونياً. وتردد أن ابراهيم كان يعمل مع قناة"السومرية"العراقية أو أنه مدير لمكتب"الشرقية"، غير أن مصادر أخرى قالت إنه تعاقد مع شركة"الشرقية"وانتج لها عملين هما"18"و"الموطن ج". وقال المخرج حقي ل"الحياة"إنه من خلال معرفته القديمة بالمغدور فهو"لا يتدخل بالسياسة في شكل مباشر، بل كان همه الأساسي فنياً". وكانت مصادر سورية تحدثت عن ارتفاع معدلات الجريمة بعد دخول نحو 1.4 مليون عراقي، ونُقل عن وزير الداخلية اللواء بسام عبد المجيد قوله في تصريحات إن السلطات السورية"تقوم بنجاح في مكافحة الجرائم المتعددة، خصوصاً الدعارة. لكن ظاهرة جديدة أتى بها الوافدون كانت غريبة عن المجتمع السوري وهي أن جماعات تعمل في الخطف والابتزاز: عراقيون يقومون بخطف أبناء بلدهم لإجبار عائلاتهم على دفع مبالغ لقاء الإفراج عنهم".