أكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف عزمه على إجراء الانتخابات الاشتراعية بحلول التاسع من كانون الثاني يناير المقبل، وتعهد التنحي عن قيادة الجيش قبل أدائه القسم الدستوري لولاية رئاسية ثانية، رابطاً ذلك بمصادقة المحكمة العليا على إعادة انتخابه للمنصب في السادس من تشرين الأول اكتوبر الماضي. ورغم عدم تحديده موعداً لرفع حال الطوارئ، قوبل إعلان مشرف بترحيب من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ومن زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو. راجع ص 8. ورأت رايس في تعهد مشرف خطوة"إيجابية". واعتبرت ان ذلك أساسي"لعودة باكستان الى الديموقراطية"، لكنها دعت الرئيس الباكستاني الى رفع حال الطوارئ"في اقرب وقت". جاء ذلك بعد اتصال هاتفي بينه والرئيس جورج بوش الذي قال انه واثق بوعود مشرف بإجراء الانتخابات وخلع زيه العسكري. وأبدى الرئيس الأميركي اعتقاده بأن"تعليق مرسوم الطوارئ، من شأنه ان يسهل ازدهار الديموقراطية"في باكستان. ووصفت بوتو تحديد موعد الانتخابات بأنه"خطوة إيجابية"، لكنها دعت مشرف مجدداً الى إلغاء حال الطوارئ، الأمر الذي تطالب به أحزاب المعارضة. ولم يُعرف هل تلغي بوتو التي انتقلت الى لاهور شرق أمس، مسيرة من المقرر ان تنطلق من المدينة في اتجاه إسلام آباد غداً، للمطالبة بإحلال الديموقراطية في باكستان. وأعلنت الشرطة اعتقال 250 من أنصارها في معقلها في إقليم البنجاب. ورفض مشرف في مؤتمر صحافي عقده لإعلان خطواته، الحديث عن مشاركة محتملة لبوتو في الحكم، معتبراً أن شعبيتها تتناقص يومياً خصوصاً في المناطق الريفية في البنجاب، أكبر الأقاليم الباكستانية. وشن هجوماً عنيفاً على القضاة السابقين في المحكمة العليا الذين عزلهم لدى إعلانه"الطوارئ"، وفي مقدمهم الرئيس السابق للمحكمة افتخار تشودري. واتهم مشرف تشودري وبقية القضاة ب"عدم الكفاءة"و"مساندة الإرهابيين". وجاء المؤتمر الصحافي لمشرف بعد توقيعه مرسوماً يتيح للجيش والأجهزة الأمنية اعتقال مدنيين، والتحقيق معهم من دون مذكرات قضائية، كما يتيح للجيش اقتياد مدنيين الى محاكم عسكرية، وذلك للمرة الأولى. وتشمل القضايا التي ينص عليها المرسوم، تخويل الجيش والأجهزة توجيه تهم الخيانة العظمى والتحريض على القيادة إلى كل من يشتبه به. في غضون ذلك، أفادت صحيفة"واشنطن بوست"بأن الولاياتالمتحدة وضعت خططا لحماية الأسلحة النووية الباكستانية من أجل منع وصولها الى أيد غير أمينة، لكن مسؤولين أميركيين قلقون لأن معلوماتهم عن مكان وجود هذه الأسلحة محدودة. ونقلت الصحيفة عن"مسؤولين مطلعين"في واشنطن انه نظراً الى درجة الخطورة العالية، أعدت الاستخبارات الأميركية منذ فترة طويلة خططاً للتدخل، لمنع حدوث عمليات"سطو"تستهدف الترسانة النووية الباكستانية.