سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشرف متردد في استجابة دعوة بوش إلى رفع "الطوارئ" وتحديد موعد للانتخابات . باكستان : المواجهات مع المتظاهرين تحتدم وبوتو في إسلام آباد لحضور اجتماعات المعارضة
تصاعدت المواجهات في باكستان أمس، بين قوى الأمن والمحامين والناشطين السياسيين الذين وسّعوا تظاهراتهم للاحتجاج على فرض الرئيس برويز مشرّف حال الطوارئ. واعتقلت السلطات عشرات من المعارضين، فيما قطعت بث الهواتف الخليوية، لمنع الرئيس المعزول للمحكمة العليا افتخار تشودري من مواصلة خطاب موجّه الى المتظاهرين عبر الهاتف، ألقاه من منزله حيث يخضع للإقامة الجبرية. ولم تحسم السلطات الجدل حول مصير الانتخابات الاشتراعية المقررة مطلع العام المقبل، كما لم تحدّد موعداً لإعادة الوضع الى طبيعته، على رغم حض الرئيس الأميركي جورج بوش نظيره الباكستاني على رفع حال الطوارئ التي فُرضت السبت الماضي، وإجراء انتخابات والتخلي عن منصبه العسكري قائداً للجيش. ولم يصل بوش في تعليقه الأول على فرض"الطوارئ"في باكستان الى حد التهديد بقطع المساعدات الأميركية عنها، لكنه أشار الى انه كلف وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الاتصال بمشرّف لإبلاغه رغبات واشنطن. وخفف الرئيس الأميركي من تعليقاته حين لفت الى ان مشرّف"مقاتل قوي ضد المتطرفين والمتشددين الذين حاولوا قتله ثلاث أو أربع مرات". وانتقلت زعيمة"حزب الشعب"بينظير بوتو من كراتشي الى إسلام آباد أمس، لحضور اجتماع لأقطاب المعارضة، نافية أنباء تحدثت عن لقاء محتمل مع مشرف. واستبقت وصولها الى العاصمة الباكستانية بتأكيد رفضها إجراءات مشرف التي اعتبرتها"أحكاماً عرفية مصغّرة". وتعتزم بوتو المشاركة في مهرجان للمعارضة في روالبندي قرب إسلام آباد الجمعة المقبل، قبل أن تلتقي رؤساء البعثات الديبلوماسية في العاصمة السبت، لشرح وجهة نظر حزبها في الأزمة. وشهدت مدن راولبندي وإسلام آباد وبيشاور ولاهور ومولتان وكويتا تظاهرات ضخمة للمحامين المعارضين، فيما واصلت الأجهزة حملة الاعتقالات التي طاولت أكثر من مئة شخص أمس. واستخدمت الشرطة في مولتان وسط الهراوات لتفريق محامين محتجين قبل ان تزج بهم في شاحنات بحسب روايات شهود، كما اعتقلت آخرين في كويتا جنوب غربي. وشارك حوالي 300 محام في احتجاج في بيشاور. وذكرت مصادر المعارضة ونقابات المحامين أن اكثر من 3500 شخص اعتقلوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وأن عشرات من رموز المعارضة وُضعوا في الإقامة الجبرية في منازلهم. وطالب رئيس المحكمة العليا المعزول في خطابه عبر الهاتف الخليوي، القضاة بالاستعداد للتضحية في الأيام المقبلة، مؤكداً عدم دستورية"الطوارئ"التي فرضها مشرف. وقال القاضي المحتجز مع أفراد عائلته في منزله الذي يبعد كيلومتراً عن القصر الرئاسي، إنه وقضاة المحكمة العليا أصدروا قراراً يرفضون فيه أحكام الطوارئ ويقررون بطلانها دستورياً. وطالب تشودري الشعب بحماية الدستور واستقلالية القضاء، مؤكداً بطلان التعيينات التي قرّرها مشّرف بعد عزله عدداً من القضاة. وفي إطار الجدل حول تأجيل الاستحقاقات الدستورية، نفى طارق عظيم وزير الدولة لشؤون الإعلام أن تكون الحكومة قررت إجراء الانتخابات الاشتراعية في الموعد المقرر في كانون الثاني يناير المقبل. وأضاف ان مسألة إجراء الإنتخابات"لا تزال غير واضحة ويجب الانتظار إلى ان تهدأ الأوضاع على الساحة الباكستانية لتتوافر أجواء مناسبة للاقتراع". وقالت مصادر إعلامية أمس ان مشرّف أشار خلال لقائه السفراء الأجانب في إسلام آباد الاثنين، إلى أن الأوضاع المتوترة في إقليم بيشاور ومناطق القبائل وتواصل العنف في مناطق أخرى، لا تساعد في إجراء الانتخابات في موعدها، لتعذّر اجرائها في أقاليم واستثناء أخرى. وأضاف مشرّف في حديثه الى السفراء ان لا رغبة لديه في الاحتفاظ بمنصبه العسكري، وقال:"أنا عازم على تنفيذ المرحلة الثالثة من الانتقال بالكامل الى الديموقراطية وعلى خلع زيي العسكري بمجرد ان نصلح هذه الدعائم في القضاء والسلطة التنفيذية والبرلمان". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صديق لوكالة"فرانس برس"أمس:"ندرك ان العديد من الاصدقاء في الخارج أدلوا بتعليقات على إعلان حال الطوارىء لكن هذا الأمر هو قبل كل شيء شأن داخلي باكستاني". وزاد:"الرئيس مشرف قال ان أصدقاءنا يجب ان يبدوا تفهماً للتحديات الخطرة التي نواجهها في مجال الارهاب والتطرف".