كشف مصدر فرنسي مسؤول لپ"الحياة" ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير كان "واضحاً وقاسياً" مع نظيره السوري وليد المعلم في محادثاته معه في اسطنبول الجمعة. وقال المصدر إن لقاء كوشنير المعلم"كان هدفه ان يبلغ نظيره السوري ضرورة عدم عرقلة سورية مسار الانتخابات الرئاسية في لبنان، وقال كوشنير للمعلم انه في حال حصل فراغ سياسي في لبنان، ستعتبر فرنسا وأوروبا والأسرة الدولية ان المسؤولية تقع على سورية. وحذر من القيام بأعمال تعوق المسار الانتخابي، وقال له إنه قرر تأجيل لقائه به في نيويورك نتيجة اغتيال النائب انطوان غانم". وأضاف المصدر ان كوشنير قال للمعلم ايضاً:"الاغتيالات يجب ان تتوقف وعرض له عدداً من الاتهامات التي توجه الى سورية بالنسبة الى هذه الاغتيالات". وزاد ان كلام كوشنير"كان متشدداً وقاسياً مما جعل الوزير المعلم يشكو الى وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط طريقة حديث كوشنير معه. فقال أبو الغيط لكوشنير انه ينبغي ان ينتبه الى ضرورة عدم تجريح الجانب السوري، لكنه أكد للوزير الفرنسي وجوب الضغط على سورية". الى ذلك، أكد المصدر ان ما كتب عن تسوية فرنسية - سورية على حساب اللبنانيين"خطأ كبير لأن كوشنير كان قاسياً حتى ان الوزير المعلم سأله هل يعني موقفه انه سيأخذ العلاقة الفرنسية - السورية رهينة إذا لم يتم الانتخاب الرئاسي اللبناني في شكل جيد، فأجاب كوشنير بأن فرنسا أكدت أكثر من مرة وباستمرار ان العلاقة الثنائية الفرنسية - السورية مشروطة بتحسن الوضع في لبنان وبأن يجرى الانتخاب الرئاسي في لبنان في ظروف جيدة". وأكد المصدر ذاته، ان كوشنير تناول مع المعلم"نقاطاً عامة ولكن تقديمها كنقاط ست من ضمن مشروع تسوية لا يعكس واقع ما حصل". الى ذلك، يصل غداً الثلثاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى واشنطن حيث يجري محادثات مع نظيره الأميركي جورج بوش. وقال مصدر فرنسي مطلع ان لبنان وسورية ومؤتمر أنابوليس وإيران والعراق"من ضمن المواضيع التي سيتم التطرق إليها"، وأضاف ان الإدارة الأميركية"ليست قلقة من التحرك الفرنسي إزاء سورية حتى لو كان هناك احياناً تباين داخل الإدارة الفرنسية بين بعض الديبلوماسيين حول الموضوع، إلا ان الإدارة الأميركية غير قلقة عموماً من أي تراخ فرنسي إزاء سورية". وأشار المصدر الى ان المبعوث الفرنسي جان كلود كوسران كان زار الولاياتالمتحدة"وشرح لهم التحرك الفرنسي إزاء سورية". كما أشار الى ان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش التقى مستشار الرئيس السفير جان دافيد ليفيت"وفهم ان لا التباس في الموقف الفرنسي إزاء سورية وأن الرسالة الفرنسية إليها حازمة ومتشددة". وقال المصدر ان"التباين ليس في ما يتعلق بسورية، لكن هناك نهجاً مختلفاً نوعاً ما في المسعى الفرنسي للتقدم في موضوع الانتخاب الرئاسي". ولفت الى ان الإدارة الأميركية"تحبذ ان تتقدم الأكثرية قوى 14 آذار بمرشحها ويتم الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، لكن تطوراً طرأ على الموقف الأميركي، لأن ديفيد ولش أدرك ان النصف زائداً واحداً ليس مضموناً، والأميركيون باتوا يقولون للفرنسيين انهم يفهمون محاولتهم للتوصل الى انتخاب رئاسي بأوسع تأييد ممكن، ولكن المسؤولين الأميركيين يقولون ايضاً للجانب الفرنسي ان في وقت ما إذا بقيت الأمور متعثرة ينبغي ألا يستبعد انتخاب رئاسي في لبنان بغالبية مطلقة". وزاد المصدر ان الأميركيين"مصرون على ان يتم انتخاب رئيس قوي وسيادي وألاّ يكون تابعاً لسورية وأن يكون قوياً بما يكفي للوقوف في وجه دمشق". وأكد المصدر ان هذا الموضوع"سيتم التطرق إليه بين الجانبين الأميركي والفرنسي خلال قمة بوش ? ساركوزي بعد غد الأربعاء"، موضحاً ان"الجانب الفرنسي سيثير مع الإدارة الأميركية المخاطر التي ستكون أمام الأسرة الدولية غداة انتخاب بالأكثرية المطلقة، كما سيطرح السؤال: ماذا سيكون التحرك الدولي عندما تقف المعارضة اللبنانية الى جانب دمشق ويصبح الرئيس الجديد في لبنان وحكومته من دون وسائل وإمكانات لإدارة شؤون البلد؟". ورأى المصدر ان الإدارة الأميركية ترى الموقف الفرنسي منطقياً،"ولكن في الوقت نفسه، الأميركيون في علاقة لي ذراع مع سورية وهم يفكرون حالياً بالمزيد من العقوبات الثنائية ضدها... ووسائل الضغط الأميركية على كل من سورية وإيران تأخذ وقتاً طويلاً قبل ان تصبح فاعلة لكن الإدارة الأميركية لا تخشى وجود أجندة خفية لتطبيع العلاقة الفرنسية - السورية لأن كل التحركات الفرنسية إزاء سورية يتم إبلاغها بها".