كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم ل "الحياة" انه اتفق مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير على اللقاء على هامش اجتماع وزراء خارجية "دول جوار العراق الموسع" في اسطنبول يومي 2 و3 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وان"نجاح"هذا اللقاء يعني ان تكون الخطوة المقبلة زيارة كوشنير دمشق. واتهم المعلم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ب"الاتفاق"مع"زميله"مبعوث الامين العام للامم المتحدة لتنفيذ القرار الدولي 1559 تيري رود لارسن ب"التحريض"على سورية و"استهداف المقاومة"والعمل وفق"المخططات الاميركية - الاسرائيلية"، في اشارة الى ارسال السنيورة رسالة الى مجلس الامن وجامعة الدول العربية واتهام دمشق بدعم تنظيم"فتح الاسلام". وكان كوشنير اتصل هاتفياً بالمعلم الذي يرافق الرئيس بشار الاسد في زيارته الرسمية الى تركيا. واستمر الاتصال ربع ساعة، وهو الاول بين وزيري خارجية البلدين منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005. وجاء قبل زيارة مقررة لبيروت يقوم بها كوشنير مع نظيريه الايطالي ماسيمو داليما والاسباني ميغيل انخيل موراتينوس. وقال المعلم ل"الحياة"ان كوشنير أطلعه على جدول اعمال زيارة الوفد الثلاثي للبنان، وأن الوزراء"سيلتقون قواتهم العاملة في لبنان وممثلي جميع التيارات اللبنانية لحضهم على انتخاب رئيس توافقي يجنب لبنان الانقسام". وأضاف ان الوزير الفرنسي"اكد اهمية تعزيز العلاقات السورية ? الفرنسية وتطويرها وأهمية استئناف الحوار حول كل مسائل المنطقة، فرحبت بذلك وأكدت استعداد سورية للحوار وتطوير العلاقات الثنائية مع فرنسا". وكان من المقرر ان يلتقي كوشنير والمعلم الشهر الماضي، على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. لكن السفير الفرنسي ميشيل دوكلو تلقى تعليمات، بعد اغتيال النائب انطوان غانم، بأن يبلغ وزير الخارجية السوري"تأجيل"اللقاء. كما ساهم موقف كوشنير"المتفهم"للغارة الاسرائيلية على شمال شرقي سورية، في توتير الاجواء بين باريسودمشق. وتعددت التفسيرات في شأن مبادرة كوشنير للاتصال بالمعلم على عكس ما هو متوقع. وأشارت مصادر متطابقة الى ثلاثة اسباب:"الاول، الجهود التي بذلها السفير دوكلو في زيارته الاخيرة الى باريس بضرورة استمرار الانخراط مع دمشق. الثاني، لقاء المعلم مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في نيويورك ورفع لندن مستوى اللقاء من وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط كيم هاولز الى مستوى ميليباند على عكس التصعيد الفرنسي. والثالث، الحاح الوزيرين داليما وموراتينوس على كوشنير بضرورة فتح باب للحوار مع دمشق قبل اطلاق المبادرة الثلاثية في لبنان". وتناول القسم الاساسي من الاتصال الهاتفي الموضوع اللبناني. واوضح المعلم انه ابلغ نظيره الفرنسي ان دمشق"تدعم كل المبادرات لتحقيق الوفاق اللبناني سواء كانت فرنسية ام غير فرنسية لانتخاب رئيس توافقي"، رداً على مطالبة الوزير الفرنسي ب"دعم"دمشق التحرك الاوروبي. وقال:"اكدنا ان سورية ستدعم اي رئيس يحظى بالتوافق من الجميع. هو قال ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، وقلت ان ليس لسورية مرشح رئاسي"في لبنان. وكان لافتاً ان المعلم شن انتقادات قوية للسنيورة على خلفية رسالته الاخيرة الى الاممالمتحدة والجامعة العربية. وقال ان الرسالة"تعني وجود اتفاق بين السنيورة ولارسن للتحريض ضد سورية في مجلس الامن برسالة تتضمن افتراءات تتناقض مع ما تعلنه الاستخبارات العسكرية اللبنانية". وزاد المعلم:"الجيش اللبناني الباسل يعلم ويعلن ان سورية قدمت له العتاد في معركته ضد"فتح الاسلام"، لذلك فإن افتراءات السنيورة تحمل اهدافاً خبيثة تتعلق بالمخيمات الفلسطينية بحديثه عن تهريب السلاح". وخلص الى ان"من المؤسف ان السنيورة الذي حصل على دعم اوروبي لضبط الحدود مع سورية يستهدف المقاومة الوطنية الباسلة التي تصدت للعدوان في تموز يوليو العام الماضي. ورسالته تتضمن افتراء ضد سورية الصامدة في وجه المخططات الاميركية والاسرائيلية التي يعلمها السنيورة وزميله لارسن".