تستضيف الرباط اليوم اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين الذي يبحث في آليات تفعيل الاتحاد المغاربي والتصديق على توصيات لجنة المتابعة التي تطاول ملفات اقتصادية وتجارية. وتوقعت مصادر مغاربية أن يكون الإعداد للقمة المغاربية المؤجلة منذ سنوات في مقدم القضايا التي يدرسها رؤساء الديبلوماسية المغاربية، خصوصاً أن الصعوبات التي اعترت انعقاد القمة في الجزائر أو ليبيا بسبب خلافات عدة، انعكست سلباً على مسار الاتحاد المغاربي المجمّد منذ 1994 حين طلبت الرباط تعليق مؤسسات الاتحاد احتجاجاً على ما وصفته وقتذاك بانتهاك أُسس البناء المغاربي، في اشارة الى خلافات حادة بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء. غير أن تعرض الحدود البرية للبلدين الجارين الى الإغلاق على خلفية هجمات فندق"أطلس - اسني"في مراكش في صيف 1994 زاد في تأزيم أوضاع الاتحاد المغاربي، ولم ينفع الاتفاق على الغاء نظام التأشيرات المفروض على رعايا البلدين، في تخفيف الأزمة المستمرة. غير أن مصادر مغاربية أشارت الى وجود توجه جديد لمعاودة تفعيل الاتحاد شمل تحسين العلاقات بين موريتانيا وليبيا وبروز ضرورات التعاون بين العواصم المغاربية في"الحرب على الإرهاب"على خلفية المخاطر التي بات يشكلها تنظيم"القاعدة"في منطقة المغرب العربي، اضافة الى تحديات مشروع"الاتحاد المتوسطي"الذي سيكون ضمن القضايا التي يبحثها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في زيارته المرتقبة للجزائر بعد حصوله على دعم الرباط ونواكشوط، اضافة الى ما تفرضه العلاقات بين بلدان شمال افريقيا وحلف"الناتو"من تطورات ايجابية. وأعلن الأمين العام المساعد للحلف كلوديو بيزونييرو بهذا الصدد، في ندوة حول التعاون بين المغرب و"الناتو"استضافتها الرباط، ان حلف شمال الأطلسي مهتم بالتهديدات التي تتعرض لها المنطقة ويقترح تعاوناً"يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية والدينية". أما وكيل وزارة الخارجية المغربية عمر هلال فقال ان المشاورات المنتظمة على المستويين السياسي والعسكري بين بلدان"الناتو"وبلدان الحوار المتوسطي"تسهم في تقوية الحوار"لإقرار السلم الدائم في المنطقة. ورجحت المصادر أن يبحث وزراء الخارجية المغاربيون ضمن جدول الأعمال المفتوح في تنسيق الجهود لاستخلاص مواقف موحدة أمام المؤتمر الأورو - افريقي الذي تستضيفه لشبونة، عاصمة البرتغال، الشهر المقبل، بخاصة على صعيد"الحرب على الإرهاب"والتصدي للهجرة غير الشرعية وحض الشركاء الأوروبيين على المساعدة في تنمية الدول الافريقية الأكثر فقراً. يذكر أن آخر قمة مغاربية كانت تعول ليبيا على استضافتها قبل حوالي عامين بعد تعذر التئامها في الجزائر، تعرضت للانتكاس في اللحظة الأخيرة بسبب خلافات حادة بين المغرب والجزائر. وعلى رغم أن قضية الصحراء لم تطرح رسمياً في أي من جدول أعمال القمم المغاربية، فإن تداعياتها ظلت تنعكس على حال العلاقات المغربية - الجزائرية التي يعتريها التوتر بين فينة وأخرى. من جهة ثانية، أعلن وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى أن الخطر الإرهابي"ما زال يهدد المغرب". وأوضح في اجتماع لجنة الداخلية في مجلس النواب أول من أمس أن ما يتوافر لدى الأجهزة الأمنية من معلومات بعد تفكيك شبكات الانتحاريين في آذار مارس ونيسان ابريل الماضيين يفيد أن التهديدات الإرهابية ما زالت قائمة"بشكل مباشر".