استضافت لندن، أمس، لقاء وزارياً مع خمس دول مغاربية ناقش نزاع الشرق الأوسط والتطورات في العراق بعد نقل السيادة وسبل تطوير العلاقات الثنائية. واجتمع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو مع خمسة وزراء خارجية مغاربيين أو من ينوب عنهم، في أول لقاء من نوعه بين الطرفين. وتستعد بريطانيا لتسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي في 2005، وهي تعمل حالياً على عقد مؤتمر جديد أوروبي - متوسطي في برشلونة في الذكرى العاشرة لبدء "عملية برشلونة". وضم الوفد المغاربي وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ووزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم ووزير الخارجية الموريتاني محمد ولد بلال ونائبة وزير الخارجية التونسي سعيدة شتيوي والقائم بأعمال المكتب الشعبي سفارة الليبي في لندن عمر جلبان. وعلى رغم ان قضية الصحراء الغربية لم تُناقش رسمياً في اللقاء المغاربية - البريطانية، إلا ان التباين في شأنها كان شديد الوضوح بين الجزائر والمغرب. ففي حين أكد الوزير بن عيسى ل"الحياة" ان بلاده تنتظر مفاوضات مع جارتها الشرقية للوصول الى "حل سياسي"، رد بلخادم قائلاً ل"الحياة" ان "لا جدوى" من التفاوض مع المغرب في هذا الموضوع "فلسنا أوصياء على الصحراويين". واستضاف الوزير سترو اعضاء الوفد المغاربي على لقاء عمل، ثم عقد مؤتمراً صحافياً تحدث فيه مع الوزير بن عيسى الذي تكلّم باسم الوفد ككل. وقال الوزير البريطاني انه ناقش مع ضيوفه المغاربيين نتائج قمة حلف الأطلسي الناتو في اسطنبول الإثنين والثلثاء، خصوصاً القرارات الخاصة بالعراق وأفغانستان. وأضاف ان الأوضاع في العراق وفلسطين كانت محور "نقاش واسع". وشدد على ان علاقات بريطانيا مع المغرب جيدة منذ زمن، كما هي الآن مع كافة الدول المغاربية. وأضاف ان قضية الصحراء لم تُناقش على غداء العمل مع الوزراء، لكنه رحّب بلقاء مغربي - جزائري يتناول هذا الموضوع. وأقرّ الوزير بن عيسى، من جهته، بأن بريطانيا طلبت من بلاده درس ارسال قوات الى العراق. لكنه قال ان الرباط سترد خطياً على الطلب الذي جاء في رسالة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وشدد على ان هناك تنسيقاً جيداً بين بلاده وبريطانيا في مجال مكافحة الإرهاب، في ضوء مزاعم ان بريطانيا تؤوي مطلوبين مغاربة في قضايا إرهابية. وبعد الظهر، شارك الوزراء المغاربيون في مؤتمر نظّمه "مجلس التفاهم العربي البريطاني - كابو" تناول مستقبل العلاقات بين الاتحاد المغاربي ودول المغرب. وتحدثت وزير الدولة في وزارة الخارجية البارونة سايمونز عن أهمية تطوير العلاقات مع المغرب العربي، مشددة على ضرورة تطوير النظم الديموقراطية فيها واحترام حقوق الانسان والحريات، قائلة ان الدول التي انضمت الى الاتحاد الأوروبي من أوروبا الشرقية كانت تعرف ان الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان شروط ضرورية لانضمامها.