} تجتمع لجنة المتابعة المغاربية موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا التي تضم الوزراء المكلفين شؤون الاتحاد المغاربي مطلع الاسبوع المقبل في الجزائر، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تجميد عمل مؤسسات الاتحاد في 1995. أكدت الأمانة العامة لاتحاد المغربي العربي في الرباط ان لجنة المتابعة للاتحاد ستعقد اجتماعاً في الجزائر يومي 17 و18 ايار مايو الجاري. وكان الناطق باسم الخارجية الجزائرية السيد عبدالعزيز سبو الذي لا تزال بلاده الرئيسة الدورية للاتحاد منذ استلامها من تونس في 1994 ذكر ان اجتماع لجنة المتابعة يهدف الى "تقويم المرحلة التي يجتازها اتحاد المغرب العربي"، وانه "سيضع التوصيات الضرورية من أجل تحريك عمل الاتحاد". وتوقعت أوساط ديبلوماسية في الرباط ان تسهم اجتماعات لجنة المتابعة التي تعقد برئاسة وزير الدولة الجزائري للشؤون المغاربية السيد الحسان موساوي وحضور الأمين العام للاتحاد السيد محمد عمامو في فض الخلافات التي كانت قائمة بسبب تباين المواقف، خصوصاً بين المغرب والجزائر من ملفات عدة. لكن انتخاب السيد عبدالعزيز بوتفليقة رئيساً للجزائر بات ينظر اليه في الرباط، وفي عواصم مغاربية أخرى عنصراً مشجعاً على طرىق فتح حوار ومعاودة الاهتمام بالبناء المغاربي. لكن لا تزال هناك مخاوف من تأثير استضافة الجزائر المؤتمر المقبل لمنظمة الوحدة الافريقية في تموز يوليو المقبل، خصوصاً اذا دعيت جبهة "بوليساريو" الى حضورها ممثلة ل"الجمهورية الصحراوية". وأوضحت مصادر جزائرية ان قرار الدعوة الى اجتماع لجنة المتابعة المغاربية يعكس رغبة بوتفليقة في تنشيط الاتحاد وضخ دماء جديدة في مؤسساته. وكان الرئيس السابق اليمين زروال دعا مرتين الى عقد القمة المغاربية المؤجلة في اعقاب وصوله الى سدة الرئاسة في 1995، إلا ان القمة أرجئت في المرة الأولى بسبب حدة الخلافات المغربية - الجزائرية وفي الثانية بسبب رفض ليبيا تسلم دورها في الرئاسة احتجاجاً على ما اعتبرته تقصيراً مغاربياً في التضامن معها لرفع العقوبات الدولية المفروضة عليها. وتعتبر لجنة المتابعة الهيئة الثالثة في الاتحاد المغاربي بعد مجلس الرئاسة يفترض ان يجتمع مرة في السنة والمجلس الوزاري الذي يضم وزراء الخارجية ويجتمع مبدئياً مرة كل ستة أشهر فيما يفترض ان تجتمع لجنة المتابعة مرة كل ثلاثة اشهر. واستبعد مراقبون ان يعقد وزراء الخارجية المغاربيون اجتماعاً في الأمد المنظور كون الجزائر ستكون منشغلة اعتبار من الشهر المقبل بإعداد اجتماع وزراء خارجية بلدان منظمة الوحدة الافريقية تمهيداً للقمة الافرىقية التي تستضيفها الجزائر في 12 تموز يوليو المقبل ويتسلم خلالها بوتفليقة رئاسة المنظمة الافريقية من رئيس بوركينا فاسو بليز كامباوري. تحرك مغربي - تونسي وجاءت المبادرة بتحريك المؤسسات المغاربية في أعقاب مشاورات واتصالات تمت في الأشهر الأخيرة بعيداً عن الأضواء خصوصاً لمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس بن علي للمغرب في آذار مارس الماضي والتي ساعدت على ترطيب الاجواء المغاربية وتخفيف الاحتقان بين الجزائروالرباط. ولوحظ ان الرئيس التونسي أوفد وزير خارجيته السيد سعيد بن مصطفى في أعقاب الزيارة في جولة شملت كلاً من الجزائر وطرابلس ليبيا ونواكشوط وقيل أنها كانت ترمي لتنشيط المؤسسات المغاربية، كذلك زار الأمين العام الجزائر ودرس مع كبار المسؤولين فيها آفاق إحياء الاتحاد المغاربي، فيما استقبل الرئيس بن علي الاسبوع الماضي وزير الدولة المغاربي المكلف الشؤون المغاربية والعربية الطيب الفاسي الفهري، وتردد ان اللقاء تركز على أوضاع الاتحاد وامكانات اخراجه من المأزق الحالي. وشدد مراقبون على ان فرص معاودة تنشيط الاتحاد مرهونة بمدى التقدم في تحسين العلاقات الجزائرية - المغربية كون سبب تعطل المؤسسات المغاربية أتى نتيجة لتصعيد الخلاف الثنائي في شأن صيغ تسوية قضية الصحراء.