كاريل آبل، ميشال باسكيا، كريستو، سلفادور دالي، ألبرتو جياكوميتي، مان راي، بابلو بيكاسو، آندي وارهول... رسامون زاروا أبو ظبي في بعض من أعمالهم الأصلية في معرض"آرت باريس"، الذي باتت له تسمية خاصة هي "آرت باريس أبو ظبي" للتأكيد على تحول هذا المعرض الى نشاط دوري ومسجل باسم العاصمة الإماراتية. تقول مديرة المعرض كارولين كلوف لاكوست ل"الحياة":"هي المرة الأولى التي يغادر فيها المعرض باريس منذ انشائه قبل تسع سنوات، واخترنا أبوظبي لأنها المدينة الأنسب في المنطقة، اذ تشكل المكان الوسيط بين الكلاسيكي والعصري". وتضيف:"بسبب الحراك الإقتصادي والسياحي فيها وفي محيطها الخليجي، تشكل سوقاً كبيرة متوقعة لهذا الفن، لأن المعرض يقوم اصلاً على مبدأ العرض والطلب". ويعتبر "آرت باريس"من أهم المعارض التجارية الدولية المتخصصة في الفن الحديث والمعاصر والذي يقام في شهرآذارمارس من كل سنة في قلب العاصمة الفرنسية في"غراند باليه"، ويضم أعمالاً في النحت والتصوير الفوتوغرافي. وخصصت أبو ظبي من خلال هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث المنظمة لهذا الحدث حملة إعلامية كبيرة لهذا المعرض قبل شهور من افتتاحه، وأرفدته بثقل رسمي مع حضور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان له . ويتكامل المعرض مع متحف"اللوفر"في السنوات المقبلة، وسيكون الفرع الأول له في المنطقة، اضافة الى مشروع جامعة"السوربون"التي أفتتحت السنة الماضية أول فرع لها خارج باريس. وفي محاولة من القيّمين على الثقافة في العاصمة الإماراتية للحصول على"حصرية"حضور المؤسسات الثقافية الكبيرة، كان في المعرض، جناح لجامعة السوربون، وآخر لمعهد" أنسياد"البحثي المفتتح أخيراً في أبو ظبي، وجناح خاص بلوحات أدوارد كاك، صاحب نظرية الفن الحي، الذي أثار جدلاً ثقافياً أخلاقياً كبيراً في أوروبا خصوصاً مع ابتكاره"الأرنب المضيء"عام 2000 والذي كان شارك أيضاً في مهرجان المفكرين الذي أقيم في أبو ظبي. يضم"آرت باريس - أبو ظبي"نحو ثلاثة آلاف قطعة فنية لنحو سبعمئة فنان من 43 غاليري من 16 دولة حول العالم تمثل كل التيارات والمدارس الفنية الحديثة والمعاصرة في الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي. وقدّرت قيمة الأعمال المشاركة بنحو أربعمئة مليون دولار. وتراوح ثمن اللوحات بين ألفي دولار والثلاثة ملايين. فلوحة بيكاسو"رأس إمرأة"بلغ سعرها مليونين وستمئة ألف دولار، ولوحة كيس فان دونغن مليونين وثمانمئة ألف دولار. وخصص قسم في المعرض باسم"علامات"لفنانين من الشرق الأوسط، لأعمال في الخط والإشارات والكوليغرافي تحمل الهوية العربية والإسلامية. وشارك فيه عدد من الفنانين العرب منهم رشيد قريشي، عبد القادر الريس ونجا مهداوي وديالا عزاوي وندى صحناوي. وكان لافتاً الفنان الأندونيسي آغوس سواغ الذي اعد خصيصاً للمعرض لوحات كبيرة للوجوه الثلاثة، عرفات، رابين يتوسطها"بونو"نجم فرقة"يوتو"مع كلمة"تعايش"، في رسالة تدعو الى السلام. كما تميّزت لوحتا"آندي وارهول""الهامبرغر"و"مارلين مونرو".