استقبلت شركات التطوير العقاري الاقليمية والعالمية الصفقات الضخمة التي شهدها معرض دبي الدولي للطيران 2007، وفاقت قيمتها 110 بلايين دولار، بتفاؤل كبير متوقعة أن يدعم النمو في قطاع الطيران القطاع العقاري في المنطقة. وأفادت تقارير عقارية متخصصة ان نمو قطاع الطيران من شأنه أن يؤجج المنافسة التي كادت أن تهدأ بين شركات التطوير العقاري وان يؤجل التصحيح الذي كان متوقعا في السوق لسنوات إضافية. وكشفت مجموعة"المزايا القابضة"في تقرير أن الصفقات الكبرى التي شهدها المعرض تعطي مؤشرات قوية على نمو صناعة الطيران وتنقل الأفراد والبضائع من المنطقة وإليها وعبرها، ما يساهم في إحداث طلب كبير ومستدام في قطاعات السياحة والتسوق والترفيه، وغيرها من الخدمات. وبين التقرير أن جهود دول المنطقة في تطوير المطارات وبناء أساطيل طائرات، يصب في تنشيط قطاع العقارات سواء الفنادق والوحدات السكنية والمطاعم وأماكن الترفيه وغيرها مرتبطة بها. وأكد أن الطيران يلعب دوراً محورياً في التطور الاقتصادي ونموه في المنطقة وعلى الصعد كافة. وتقدر الإحصاءات المستقلة حجم الاستثمارات في تطوير مطارات الشرق الأوسط بنحو60 بليون دولار، منها 38 بليون دولار في دول الخليج. وقدرت دوائر حكومية حجم الاستثمار في قطاع السياحة في دبي وحدها بنحو 365 بليون دولار منها أكثر من 60 بليوناً لمشروع واحد فقط هو"بوادي"وهو سيكون أطول شارع للفنادق في العالم على مسافة 10 كيلومترات. وأشار التقرير الى أن ارتفاع أسعار النفط واشتعال طفرة العقارات والنمو الاقتصادي قادت إلى إطلاق مشاريع ضخمة. ويحظى قطاع السياحة في المنطقة باهتمام لافت بوصفه أحد محركات النمو الاقتصادي الرئيسة. وأوضح تقرير لمجلس السياحة والسفر العالمي أن صناعة السياحة في الشرق الأوسط تنمو بمعدل يتجاوز 10 في المئة سنوياً في مقابل نحو 4 في المئة كمتوسط نمو عالمي، متوقعاً ان يستمر هذا المؤشر التصاعدي خلال السنوات العشر المقبلة، ما يشير إلى حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط تستحوذ على اهتمام صناعة السفر والسياحة العالمية. كما يتوقع ارتفاع عدد زوار المنطقة الى ما يقارب 150 مليوناً ما يساهم في زيادة الرحلات الجوية وأساطيل الطائرات 150 في المئة حتى عام 2025، ويوجد حوالى 1.5 مليون فرصة عمل خلال العقد المقبل. وتتوقع دراسة دولية لمنظمي سوق السفر العربية"بورصة السياحة العربية"أن تصل الاستثمارات في الفنادق والبنية التحتية المرتبطة بقطاع السياحة في 13 دولة من دول المنطقة إلى نحو 3.39 تريليون دولار حتى 2020، تستهدف زيادة حجم الاستيعاب في قطاع الضيافة بمقدار 750 ألف غرفة، من مصر غرباً إلى إيران شرقاً. وتتنامى أهمية المنطقة كمركز تجاري دولي وواحدة من أسرع أسواق التجزئة نموا في العالم خصوصاً أن الإيرادات والمبيعات التي تحققها مراكز التسوق في دول الخليج تصل إلى 30 بليون دولار سنوياً. وتفيد إحصاءات أن حجم الإنفاق على التسوق في دبي سيصل إلى أكثر من 50 بليون دولار سنوياً في نهاية العقد الحالي عند اكتمال غالبية المشاريع بحيث يتجاوز حجم الاستثمار في تأهيل المراكز التجارية في الخليج وتطويرها 100 بليون دولار، في وقت تزيد مراكز التسوق في الشرق الأوسط على 250 مركزاً منها 70 في دبي مثلاً. وخلص تقرير"المزايا"الى أن النشاط الاقتصادي وتزايد الثروات أوجدا سوقاً كبيرة للطيران الخاص ولخدمات رجال الأعمال والأثرياء، سواء من أبناء المنطقة أم الأجانب القادمين للسياحة والاستجمام، أو عقد صفقات. وقدر خبراء إن ينمو سوق الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال بأكثر من 60 في المئة سنوياً خلال السنوات الثلاث المقبلة، متوقعين أن يصل حجمه الى ما بين 500 و800 مليون دولار، تمثل حصة الإمارات منها 30 في المئة، بعد المملكة العربية السعودية التي تستحوذ على أكثر من 50 في المئة من حجم القطاع. ويشير خبراء إلى أن عدد الأعضاء في اتحاد الطيران الخاص سيصل إلى 300 عضو بحلول 2012 من دول الشرق الأوسط، وأن دول الخليج تمثل العصب الرئيس للاتحاد، يستحوذ على أكثر من 75 في المئة من حجم السوق.