أبدى عدد من وسائل الاعلام الأميركية اهتمامه مُجدّداً بظاهرة مشاهدة "الأجسام الطائرة غير المُفسرة" Unexplained Flying Objects، التي تشتهر باسمها المختصر"يوفو"UFO. وشمل هذا الاهتمام المتجدد أقنية متلفزة مثل"ديسكوفري"و"ناشيونال جيوغرافيك"، إضافة إلى صحف أميركية محلية ومجلات مثل"ساينس"العلمية الشهيرة. وفي هذا السياق، تناقلت وكالات الأنباء أخيراً شهادات مثيرة ادلى بها عدد من الطيارين العسكريين والمدنيين الأميركيين خلال اجتماع عقدوه في واشنطن، في منتصف شهر تشرين الثاني نوفمبر الثاني. وتضمنت تلك الشهادات مشاهدات وصفها أولئك الطيّارون بأنها ربما مثلت حوادث لالتقائهم مع أجسام غريبة طائرة. وسعى الاجتماع المذكور الى اثارة اهتمام الحكومات، خصوصاً الأميركية، لتأخذ على محمل الجد هذه الظاهرة التي ما برحت مستعصية على الفهم وغالباً ما يتم التعامل معها باستهزاء. مشاهدات"ملتبسة" وأوضح جايمس بنستون، وهو ضابط متقاعد في سلاح الجو الاميركي، أنه لم يتلق تدريبات تؤهله لمواجهة تجربة من هذا النوع، مؤكداً انه شاهد أحد أجسام"يوفو"، التي تُسمى أحياناً"الصحون الطائرة". وروى ذلك الضابط كيف عثر على"سفينة مصممة على شكل مثلث منارة بأضواء زرق وصفر"هبطت في غابة مجاورة لقاعدة جوية لحلف شمال الأطلسي في"وودبريدج"في بريطانيا في العام 1980. وأضاف أنه عندما اقترب من السفينة الغريبة ولمسها"كانت ساخنة وذات ملمس معدني... كان احد جوانبها مغطى برموز أكبرها على شكل مثلث". وتابع بنستون:"ازداد سطوع الضوء...واقلعت السفينة عن الارض من دون احداث اي ضجيج ولا إثارة تيار هوائي من حولها... ولقد انطلقت بسرعة فائقة"أمام أكثر من 80 شخصاً كانوا في تلك القاعدة. وتابع قائلاً"دونت يومها في مفكرتي: سرعتها غير معقولة". والجدير بالذكر أن بنستون هو عضو لجنة دولية تضم نحو عشرين طياراً وعالم فلك، وقعوا على عريضة تطالب بإجراء تحريات جدّية حول موضوع ال"يوفو". وفي سياق متصل، أعرب فايف سمنغتون، الحاكم السابق لولاية اريزونا الاميركية الذي يؤكد أنه شاهد بنفسه جسماً فضائياً غريباً في 1997، عن اعتقادة بأن على الحكومة الاميركية ان تتوقف عن الحديث عن ظاهرة الأجسام الفضائية الغريبة بوصفها خرافة وقال:"ينبغي على بلادنا ان تعيد فتح تحقيق في الموضوع". وبصورة أعم، أكّدت اللجنة أن"من واجب كل بلد ان يعمل على تحديد طبيعة أي جسم يعبر فضاءه الجوي لحماية أمنه الوطني وأمن أجوائه". وأورد رودريغو برافو، الخبير لدى سلاح الجو التشيلي، أن"الحكايات التي تروى عن الأجسام الفضائية الغريبة تتضمن للأسف الكثير من الروايات المزيفة والمغلوطة التي نقلتها وسائل الإعلام عن أشخاص غير مؤهلين للحكم على تلك الظاهرة". وأضاف انه مع ذلك"فإن إحدى الحالات اللافتة التي حدثت في 1988، تُبَيّن أن الأجسام الفضائية الغريبة يمكن أن تشكل خطراً على الأجواء: فقد واجهت قاذفة استراتيجية في سلاح الجو الأميركي من نوع" بي737"اثناء اقترابها من بلدة"بويرتو مونت"، جنوبتشيلي، ضوءاً ابيض ساطعاً تحيطه حلقة خضراء وحمراء يتقدم نحوها بسرعة كبيرة، ما اضطر الطيار إلى الانحراف إلى اليسار بسرعة لتفادي الاصطدام به". خيال قوي عن"يوفو" تبادل الطيارون الذين اجتمعوا في واشنطن روايات مختلفة ومشوّقة على مسامع"المؤمنين"بهذه الظاهرة داخل قاعة اجتماعهم. وروى برويز جعفري الطيار الحربي في سلاح الجو الايراني سابقاً كيف حاول مهاجمة"جسم يسطع بألوان حمر وبرتقالية وزرق"في سماء طهران مستخدماً طائرة مقاتلة من نوع"أف-4". وأضاف"ما أن صرت على مسافة قريبة جداً منه، حتى تعطلت اسلحة الطائرة وتشوش نظام الراديو فيها". اما الطيار السابق لدى شركة"آر فرانس"جان شارل دوبوك فأكّد انه شاهد"خلال رحلة بين مدينتي نيس الفرنسية ولندن، جسماً فضائياً غريباً بالقرب من باريس كان يشبه قرصاً ضخماً قطره نحو 300 متر"التقطته شاشة الرادار. ويؤكد الطيار السابق ان شركة"آر فرانس"مثل شركات الطيران الاخرى، حريصة على صورتها، لذا"كانت اثارة الموضوع معهم صعبة للغاية". وصرّح أحد كبار الموظفين السابقين لدى"الهيئة الاميركية للطيران المدني"جون كالاهان الذي لم يُعْطَ فرصة التحقيق حول جسم فضائي غريب شوهد في سماء الاسكا سنة 1987، ان"موقف الهيئة ثابت ازاء هذا الموضوع: من يؤمن بوجود الأجسام الفضائية الغريبة"؟ وأضاف:"عندما سألت مسؤولا في"وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية"سي آي اي عن رأيه في الامر قال لي انه جسم فضائي غريب بالطبع، ولكن لا يمكننا ان نقول ذلك للأميركيين، سيتملكهم الخوف". وكذلك أكّد نيك بوب، الموظف السابق في وزارة الدفاع البريطانية أن ظاهرة ال"يوفو"حقيقية فعلياً، موضحاً ان بين عشرة آلاف بلاغ بمشاهدة أجسام طائرة غريبة تلقتها الحكومة البريطانية منذ 1950،"تبيّن ان معظم الأجسام الطائرة الغريبة هي طائرات او أقمار اصطناعية أو نيازك، ولكن لم يتم ايجاد تفسير لنحو 5 في المئة من تلك المشاهدات". والمعلوم أن الولاياتالمتحدة تضم خيالاً عن أقوى المشاهدات المتصلة بموضوع"يوفو"، وهو الذي يُشار إليه باسم"حادث مدينة"رسويل""الصحراوية. ففي مطلع الخمسينات من القرن الماضي، شاهد أهالي تلك البلدة صحناً طائراً ما لبث أن تحطم قريباً من بلدتهم. وهرع الأهالي إليه لمعرفة جلية الأمر، ليكتشفوا أن الجيش الأميركي سبقهم وصولاً، ومنعهم من الاقتراب من الأشلاء. وتحفظ ذاكرة الأهالي أن شاحنات الجيش الأميركي نقلت أشياء متنوعة من موقع السقوط، الذي بقي محظوراً فترات طويلة. وبعد نهاية الحرب الباردة، في التسعينات من القرن الماضي، أعلن التفسير الرسمي لحادث"روسويل": ما شوهد كان قمراً اصطناعياً سوفياتياً تجريبياً، وقد احتوى على مجسمات بلاستيكية كل منها بحجم جسم الانسان. ولم يصدق البعض ذلك التفسير الذي بدا مقنعاً بالنسبة الى كثيرين!