تجري الاطراف الثلاثة، الفلسطينية والاسرائيلية والاميركية، مفاوضات "اللحظات الأخيرة" للتوصل الى اتفاق قبيل موعد"مؤتمر انابوليس"المتوقع في 27 الجاري. وكشف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي امس ان الرئيس محمود عباس لم يعد يشترط التوصل الى"وثيقة سياسية"للمشاركة في المؤتمر، وانه استعاض عن ذلك بتعهد اسرائيلي القيام بأربع خطوات هي: تجميد النشاط الاستيطاني، وازالة البؤر الاستيطانية، وازالة الحواجز العسكرية، واعادة فتح مؤسسات القدس. وقال المالكي في مؤتمر صحافي:"نريد تعهداً اسرائيلياً بذلك، سواء جاء ذلك عبر وثيقة او عبر بيان، فلا يهم ما نسميه، المهم هو المضمون". واضاف:"الرئيس متمسك بوقف النشاط الاستيطاني بصورة كاملة وليس بصورة جزئية"، وهو"يقبل بالبدء التدرجي في ازالة الحواجز العسكرية، وفتح المؤسسات الفلسطينية في القدس، وازالة البؤر الاستيطانية، لكنه لا يقبل تجميدا جزئيا للاستيطان حتى لو كان بنسبة 90 او 95 في المئة". واخفق الوفدان الفلسطيني والاسرائيلي في التوصل الى"وثيقة سياسية"مشتركة بعد ثلاثة اشهر من المفاوضات. وارسل الرئيس عباس ليل الاحد - الاثنين وفدا الى واشنطن للقاء وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والبحث معها في شأن مخرج للأزمة التي تعترض طريق المفاوضات. وضم الوفد كلاً من امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه، والمستشار السياسي للرئيس اكرم هنية. وجاء قرار عباس ارسال الوفد الى واشنطن بعد مكالمة هاتفية بينه وبين رايس. وقالت مصادر مطلعة ان رايس تقود اتصالات بين الجانبين بهدف التوصل الى تفاهم على صيغ الوثيقة او الاعلانات التي ستصدر في مؤتمر انابوليس. ويقول مفاوضون فلسطينيون ان الوفدين فشلا في التوصل الى اتفاق بسبب اصرار الجانب الاسرائيلي على الانتقاص من الحقوق الفلسطينية. وقال المفاوض صائب عريقات ان الجانب الاسرائيلي اراد تثبيت بند في الوثيقة ينص على تطبيق"خريطة الطريق"كما قُبلت من الجانبين، محاولاً بذلك ادخال التحفظات الاسرائيلية التي اعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون على الوثيقة، وعددها 14 تحفظا. وفي خطوة اعتبرها الجانب الفلسطيني محاولة لافشال المفاوضات كليا، طالب الجانب الاسرائيلي في اللقاءات الاخيرة باعتراف الفلسطينيين ب"يهودية دولة اسرائيل". وقال عبد ربه ان اسرائيل تهدف من وراء ذلك الى تحصيل تنازل عن حق عودة اللاجئين، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني بشدة ورفض حتى مجرد الحديث فيه. وكانت الادارة الاميركية تقدمت أخيراً برزمة من خمس نقاط لانقاذ المفاوضات هي التالي: - يلتزم الطرفان تطبيقا فوريا متوازيا للمرحلة الاولى من"خريطة الطريق". - ستراقب الادارة الاميركية وستحكم على تطبيق كلا الطرفين ل"خريطة الطريق". - يُلزم الطرفان نفسيهما بالالتزامات الواردة في"خريطة الطريق"حتى يتوصلا الى اتفاق سلام. - تُشكل لجنة ثلاثية اميركية - فلسطينية - اسرائيلية لمتابعة تطبيق فوري ومتواز ل"خريطة الطريق". - يخضع تطبيق اتفاق السلام الذي سيتم التوصل اليه مستقبلا لتطبيق"خريطة الطريق"وفق الحُكم الاميركي. وحظيت النقاط الخمس بقبول فلسطيني، لكن الجانب الاسرائيلي حاول ادخال تعديلات عليها، وهو ما ادى الى عدم التوصل الى اتفاق حولها. ومن ذلك، رفض اسرائيل التطبيق الفوري المتوازي، ورفض تشكيل لجنة ثلاثية لمراقبة تطبيق"خريطة الطريق"والاكتفاء بقبول ان تكون الولاياتالمتحدة حكما على هذا التطبيق لكن من دون لجنة. ومنها ايضا رفض اسرائيل اعتبار"مبادرة السلام العربية"واحدة من مرجعيات العملية السلمية، رغم ذكرها في"خريطة الطريق".