سعى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إلى تهدئة المخاوف من أن تستخدم بلاده النفط سلاحاً في حال تعرضها لضربة أميركية، وأكد على هامش مشاركته في قمة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في الرياض:"لا نرغب في أي وقت ان نستخدم النفط أداة سياسية أو نلجأ الى إجراءات غير مشروعة"، لكنه أضاف:"إذا أخذت أميركا خطوة ضدنا فنحن نعرف كيف نرد". وصرح نجاد الى نشرة"داو جونز"بأنه سيبحث مع دول عربية في اقتراح تخصيب اليورانيوم خارج المنطقة، في بلد محايد كسويسرا. ويشكل هذا التصريح نوعاً من الموافقة على تشكيل كونسورتيوم من دول مجلس التعاون الخليجي، لتوفير يورانيوم مخصب لتشغيل محطات توليد الكهرباء في إيران والشرق الأوسط، كما سبق أن اقترح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وبموجب هذا الأمر، ستتمكن إيران من تطوير برنامجها النووي مع تبديد المخاوف الدولية من سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية. في هذا الوقت تكثف إيران نشاطها الديبلوماسي مع دول مجلس التعاون الخليجي، فبعد زيارة أحمدي نجاد المنامة التي اندرجت في هذا الإطار، يزور وزير خارجيته منوشهر متقي الدوحة نهاية الأسبوع المقبل، وفقاً للسفير الإيراني في قطر محمد طاهر رباني. والزيارة التي تأتي قبيل القمة الخليجية المقررة في قطر في 3 و4 كانون الأول ديسمبر المقبل، قال السفير رباني إن الهدف منها بحث سبل دعم العلاقات بين طهرانوالدوحة. تزامن ذلك مع معلومات بأن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، سيتوجه الأسبوع المقبل الى طهران. وأوضح مسؤول إيراني ان تشافيز"لن يصل هذا المساء أمس كما أُعلِن سابقاً وليس أكيداً انه سيكون هنا غداً"، من دون ان يدلي بمعلومات إضافية حول هذا التبدل المفاجئ في موعد الزيارة. في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في حديث نشرته صحيفة"هآرتس"الإسرائيلية بعد وصوله إلى تل أبيب، ان الملف النووي الإيراني يشكل"أحد اخطر الأزمات التي يواجهها النظام العالمي حالياً"، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة"التوصل الى حل تفاوضي مرض للجميع". وعن احتمال تشديد العقوبات الدولية المفروضة على طهران، عبر الوزير الفرنسي عن تمنيه"الاستمرار بقدر كبير من الحزم على هذا الطريق، لأنه الوحيد الذي يسمح بأن نتوصل الى حل تفاوضي وان نتفادى مواجهة الخيار بين"القنبلة الإيرانية او قصف إيران"الذي وصفه رئيس الجمهورية الفرنسي نيكولا ساركوزي بالكارثي". وفي لندن، أفادت صحيفة"ذي صنداي تلغراف"البريطانية بأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل باشرتا وضع خطط للتعامل مع إيران إذا تمكنت من الحصول على الأسلحة النووية، باعتبار أن الأمر يمثل"سيناريو لا يمكن قبوله". وأشارت الصحيفة إلى أن خبراء استراتيجيين في وزارة الدفاع الأميركية طوّروا سياسات للردع، لمواجهة احتمال حصول ايران على أسلحة نووية. وأفادت الصحيفة بأن القوات الجوية الإسرائيلية تجري تدريبات لاحتمال شن غارات جوية بعيدة المدى. وبرزت مشكلات تتعلق بإعادة تزود الطائرات بالوقود، خصوصاً أنها لن تتمكن من التحليق فوق أراض عربية"معادية"للوصول الى إيران. راجع ص8