باريس - رويترز، أ ف ب - بدأ الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز زيارة لموسكو أمس، يُنتظر أن يركز خلالها على شراء أسلحة وتقنيات عسكرية حديثة من روسيا.وقالت مصادر فنزويلية إن الهدف الأساسي للزيارة يتمثل في «توطيد العلاقات الإستراتيجية» بين البلدين. ويلتقي تشافيز اليوم، نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وكان الرئيس الفنزويلي مهّد لزيارته السابعة إلى موسكو منذ توليه منصبه، بتأكيد عزمه «تناول ملفات التعاون العسكري والاستخدام السلمي للطاقة النووية والتعاون الإستراتيجي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية». وقال إن روسيا «ساعدت فنزويلا على فك طوق الحصار الذي حاولت الولاياتالمتحدة ضربه حولها، ونحن سنواصل العمل لضمان أمننا على اليابسة وفي البحر وفي الجو»، في إشارة إلى عزم بلاده على توقيع صفقات كبرى لشراء أسلحة ومعدات عسكرية روسية. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مسؤول روسي ترجيحه أن توقع فنزويلا خلال الزيارة عقداً لشراء دبابات روسية متطورة من طرازي «ت -72» و «ت -90»، في صفقة تبلغ قيمتها الإجمالية نحو نصف بليون دولار، تشتري فنزويلا بموجبها 100 دبابة روسية. وأشار المسؤول إلى محادثات تُجرى لبيع فنزويلا مدرعات حديثة من طراز «بي إم بي». ومعلوم أن تشافيز كان أعلن رغبة بلده في شراء غواصات روسية، وهو أمر لم يصدر عن الجانب الروسي تعليق علني حوله. وشهد التعاون العسكري بين روسيا وفنزويلا نشاطاً متصاعداً منذ العام 2005، عندما اشترت كراكاس طائرات ومروحيات مقاتلة، واستوردت شحنة كبيرة من الرشاشات الآلية من طراز «كلاشنيكوف» أثارت في حينها غضب الأميركيين. وقال هوغو خوسيه غارسيا ارناندس سفير فنزويلا في موسكو ان صفقات السلاح الجديدة ليست الهدف الوحيد الذي يسعى تشافيز الى تحقيقه خلال الزيارة، مشيراً إلى رغبة في «تأكيد العلاقات الإستراتيجية بين فنزويلا وروسيا». ومن المنتظر أن يوقع الطرفان اثناء زيارة تشافيز، اتفاق تعاون في مجال النفط والغاز، وآخر للتعاون في الحفاظ على البيئة. الى ذلك، قال تشافيز لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية ان ايران تساعد فنزويلا على تطوير برنامج نووي مدني. وأضاف تشافيز الذي زار طهران في 5 و6 الشهر الجاري: «اشكر (الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد) لنقل التكنولوجيا من ايران الى فنزويلا. وقعنا اتفاقاً جديداً الأسبوع الماضي في طهران. ويحق لإيران تطوير طاقتها النووية كما تفعل فرنسا ودول عديدة، ولمَ لا فنزويلا». وكان تشافيز قال في ايران ان فنزويلا تعمل على مشروع اولي لبناء «قرية نووية» بمساعدة طهران، «كي يتمكن الشعب الفنزويلي من الاعتماد على هذا المصدر الرائع للطاقة الذي يستخدم لغايات مدنية في المستقبل». وقال للصحيفة الفرنسية ان «استخدام القنبلة سيكون بمثابة كارثة. لذا يجب الانتهاء من ذلك والذهاب في اتجاه ازالة الأسلحة في شكل معمم»، مضيفاً: «اني متأكد من ان ايران ليست في صدد صنع القنبلة. فضلاً عن ذلك، لم يقدم احد الدليل» على ذلك. وزاد: «اذا كانت اوروبا والولاياتالمتحدة يساورهما القلق، فهما على خطأ، لتكونا مترابطتين ولتقترحا ميثاقاً برعاية الأممالمتحدة للتوصل الى ازالة الأسلحة النووية في شكل تام». واعتبر تشافيز ان «الإسرائيليين أبادوا الفلسطينيين علناً» خلال الحرب على قطاع غزة العام الماضي، متسائلاً: «ماذا كان الأمر اذا لم يكن ابادة جماعية؟ الإسرائيليون كانوا يبحثون عن عذر لإبادة الفلسطينيين». كما اعرب عن «حزنه لأن وصول (الرئيس الأميركي باراك) اوباما أحدث أملاً كبيراً، ولكن تغييراً محدوداً». في غضون ذلك، قال روبرت مورغنتاو وهو مدع عام في ضاحية مانهاتن في نيويورك ان تحقيقات أجراها مكتبه، أظهرت ان ايران تستخدم مصارف فنزويلية للتملص من العقوبات الدولية المفروضة عليها وشراء مواد تحتاجها لبرنامجها النووي. وأضاف في خطاب القاه في «معهد بروكينغز»: «لا احد يركز في شكل كاف على التهديد الذي يشكله رابط ايران - فنزويلا».