في مؤشر إلى ارتفاع حدة المخاوف في طهران من تطورات الملف النووي، دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني المسؤولين في بلاده إلى التنبه من لجوء الأوروبيين إلى وضع الملف في مسار غير صحيح، ما"يفقدنا القدرة على السيطرة عليه". وطالب الحكومة الإيرانية ب"التفكير بأساليب جديدة لتجاوز الظروف الحالية". وتأتي دعوة رفسنجاني في ظل تصاعد تهديدات من وزير الدافع الإسرائيلي شاوول موفاز بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، والتي اعتبرها الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي بأنها"حرب نفسية"، معرباً عن اعتقاد إيران بان إسرائيل تعرف أن مثل هذا الخطأ سيكون مهلكاً ومدمراً". وأضاف آصفي أن هذه التهديدات" ليست اكثر من لعبة أطفال، ونحن لا نعتقد انهم الإسرائيليون قادرون على مثل ذلك". في غضون ذلك، أكد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي والمكلف بالملف النووي علي لاريجاني أن بلاده"تركت كل أبواب الحوار مفتوحة مع الدول الغربية وغيرها، لإزالة أي غموض في ملفها النووي"، مشدداً على أن لغة التهديد والتجني لا تتناسب مع الأمن الدولي، لذا نوصي باتباع أسلوب الحوار". وأعلن آصفي أن بلاده" ليست قلقة من احتمال إحالة ملفها على مجلس الأمن"، معتبراً أن الاجتماع الطارئ لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثاني من شباط فبراير المقبل،"سياسي الطابع". واتهم آصفي في لقائه الأسبوعي مع الصحافيين، الأوروبيين بأنهم" يفتقدون إلى المنطق"في رفضهم دعوة إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات التي تصر بلاده عليها، مشيراً إلى انهم يتبعون"أسلوباً غير سليم"في التعاطي مع الملف الإيراني". التصعيد الاسرائيلي ووضعت تل أبيب الملف الإيراني في صلب اجندتها السياسية، خصوصاً مع بدء مؤتمر"هرتسليا"السنوي السادس حول"الحصانة القومية لإسرائيل"أعماله، وسط تهديدات مبطنة بأنها لن تقف مكتوفة اليدين إزاء التسلح النووي الإيراني. ورأى القائم بأعمال رئيس الحكومة أيهود اولمرت أن إيران تريد أن"تستفز"إسرائيل من خلال تصريحات رئيسها، مشيراً إلى أن الدولة العبرية لن تكون رأس الحربة في الجهود والمساعي التي تقودها الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا للتصدي للخطر الإيراني، متوقعاً أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قريباً قراراً في شأن هذا الملف. وجاء ذلك بعدما هدد وزير الدفاع شاؤول موفاز مساء أول من أمس، بأن إسرائيل لن تكون مستعدة للقبول بتسلح نووي إيراني وأنها في موازاة"اكتفائها حالياً"بالجهود الديبلوماسية الدولية في هذا الشأن،"عليها أن تكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها"بكل ما يحمله ذلك من معنى"، مضيفاً أن إيران تشكل خطراً على العالم بأسره وليس على إسرائيل فحسب، واصفاً لقاء الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بنظيره السوري بشار الأسد ب"لقاء المنبوذين". وخاطب موفاز الشعب الإيراني، قائلا إن"احمدي نجاد بهلوسته وافعاله الإجرامية وارائه المتطرفة سيجلب كارثة عليكم. افعلوا ما تفهموا انه يتعين فعله لمنع ذلك". وخاطب نجاد بالقول:"أنت الذي يقود بلاده بإيديولوجية كراهية وإرهاب ومعاداة للسامية. الأفضل أن تلقي نظرة على التاريخ وترى ما الذي حدث لطغاة مثلك حاولوا إبادة الشعب اليهودي. لم يفعلوا سوى انهم جلبوا الدمار لشعوبهم". وأفادت الإذاعة العبرية أن متحدثين كثيرين في المؤتمر دعموا فكرة توجيه ضربة لإيران. تهديد شيراك وتحفظ ألماني وفي مواجهة التهديد الذي أطلقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن"قوة الردع النووية"التي قد تستخدمها فرنسا لمواجهة التحركات الإرهابية، والتي اعتبرتها طهران موجهة لها، طالب عدد من نواب البرلمان الإيراني وزير الخارجية منوتشهر متقي بالبدء بتحرك ديبلوماسي وتوجيه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ومجلس الأمن والدول الإسلامية، تطالب بإدانة تهديدات الرئيس الفرنسي. واعتبر مسؤول في منشآت اصفهان لتحويل اليورانيوم طلب عدم الكشف عن اسمه، إن تصريحات الرئيس الفرنسي تضعف موقف باريس التفاوضي مع إيران، ما ينزع منها الحق في ممارسة الضغط علىايران بحجة المخاوف من حيازة طهران أسلحة نووية. وذكرت مجلة"دير شبيغل"أمس، أن المستشارة الألمانية آنغيلا مركل"لم تصدق أذنيها"عندما سمعت خطاب شيراك المتضمن تهديداً بتوجيه ضربة نووية لمن يهدد بلاده أو حلفاءها الأوروبيين بالسلاح النووي، ملمحاً بذلك إلى إيران. وقالت المجلة إن مركل التي طلبت نسخة أصلية من خطاب شيراك"أبدت استياءها، خصوصاً أن باريس لم تنسق في هذا الموقف المفاجئ مع أحد". وتعهدت إثارة الأمر مع الرئيس الفرنسي لدى اجتماعها به في لقاء تشاوري دوري بين البلدين هذا الأسبوع. وقالت"دير شبيغل"إن الحكومة الألمانية"ترفض المنحى الفرنسي الأحادي الجانب"على طريقة شيراك لانه"يجعل أوروبا أضحوكة، ويقوض هيبتها بدلاً من تأكيدها". مصرف سويسري يقاطع إيران وفي زوريخ د ب أ أفاد تقرير نشرته صحيفة سويسرية أن بنك"يو بي اس"اكبر بنوك سويسرا، أوقف التعامل مع العملاء الإيرانيين. وصرح ناطق باسم"يو بي أس"لصحيفة"سونتاغ سيتونغ"بأن المصرف أوقف التعامل مع الإيرانيين أفراداً وشركات أو مؤسسات حكومية منذ مطلع العام، ولكن المنفيين الإيرانيين لم يتأثروا بذلك القرار، رافضاً تأكيد ما إذا كان للقرار صلة مباشرة بالنزاع النووي. وذكر تقرير للإذاعة السويسرية أن المصرف يبحث اتخاذ إجراءات مماثلة ضد عملاء سوريين. ويأتي ذلك في ظل تقارير متضاربة عن سحب طهران أرصدة من مصارف أوروبية خشية فرض الأممالمتحدة عقوبات عليها. إلا أن الحسابات في سويسرا المحايدة، لا تتأثر عادة. وفي هذا الشأن، قال آصفي إن إيران لم تنقل أي أموال من حساباتها في الخارج، نافياً تقارير نقلت عن محافظ المصرف المركزي تأكيده بدء مثل هذه الخطوة. وأكد الناطق:"حتى الآن لم ننقل أي عملة صعبة، لم نحول شيئا".