بدت بوادر تشاؤم دولي ازاء فرص التوصل إلى تسوية من طريق المفاوضات للخلاف في شأن الملف النووي الإيراني، بعدما أكدت إيران أمس، أنها لن تتنازل عن نشاطات تخصيب اليورانيوم التي تطالبها الأممالمتحدة بوقفها، ملوّحة باستخدام أجهزة متطورة للطرد المركزي لم تستخدمها بعد، ومؤكدة استعدادها لمواجهة العواقب.راجع ص 8 يأتي ذلك قبل أيام فقط من صدور التقرير المرتقب للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول مدى استجابة طهران لطلب مجلس الأمن وقف التخصيب. وأبدت باريس قلقاً حيال إعلان طهران، تطوير تقنية التخصيب، فيما كشفت مصادر إيرانية عن مناورات تركية - أميركية لمواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل في البحر الأسود. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي ان"تخصيب اليورانيوم في إيران والبحوث ونشاطات التطوير لا يمكن الرجوع عنها". وأضاف ان مسؤولي القطاع النووي لم يستخدموا بعد أجهزة الطرد المركزي من طراز"بي 2"بل اكتفوا بأجهزة"بي 1"الأقل تطوراً، مشيراً الى ان الوكالة الدولية"تبلغت ذلك". واكد أن طهران ما زالت تدرس اقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية. ورأى آصفي ان لا داعي للقلق"إذا تضمن تقرير البرادعي تقويم الخبراء، لكن إذا صدر التقرير في شكل يمارس ضغطاً أو إذا تحدث بلغة تهديدات، فإن إيران لن تتخلى بطبيعة الحال عن حقها وهي مستعدة لكل الاحتمالات وخططت لها". وعبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي عن قلقه من إعلان إيران الأخير، لكنه قال إن الخيار العسكري"غير وارد". وزاد:"حين أرى هذا الإعلان اليوم الذي يخبرنا بأن لا تراجع عن التخصيب، يساورنا قلق بالغ"، مضيفاً ان"فرنسا ستواصل الضغط من أجل التوصل إلى حل ديبلوماسي"، ولم يستبعد تغيراً في الموقف الإيراني. وفي الدوحة، قال وزير النفط الإيراني كاظم وزيري إن السياسة الأميركية من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، مضيفاً أن المضاربة والقلق من نقص البنزين والتوترات السياسية من العوامل الأخرى التي تدفع الأسعار إلى الارتفاع. وفي ظل المخاوف من احتمالات شن الولاياتالمتحدة هجوماً عسكرياً ضد إيران، بدأت الدوائر الإيرانية المتخصصة مراقبة التحضيرات الجارية في البحر الأسود بين الولاياتالمتحدةوتركيا. وأفادت مصادر إعلامية مقربة من مركز القرار الإيراني أن تركيا ستجري في أيار مايو المقبل، مناورات عسكرية أمنية لمواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل في البحر الأسود بمشاركة أميركية. وأضافت المصادر أن المناورات مهد لها الرئيس الأميركي جورج بوش في العام 2003 وحازت موافقة بريطانيا واستراليا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا والبرتغال وإسبانيا. ورأت المصادر أن"الأبعاد الخطرة"لهذه المناورات"سماحها للقوات العسكرية المشاركة فيها، بالتدرب على اعتراض وتفتيش الشحنات البرية والبحرية والجوية التي يشتبه بأنها تحمل أسلحة دمار شامل أو مواد تستخدم في إنتاجها، ومنع وصولها إلى البلد المقصد". على صعيد آخر، نقلت صحيفة"صنداي تايمز"البريطانية عن مصادر استخباراتية في واشنطن امس، ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد التقى خلال زيارته الأخيرة لدمشق، عماد مغنية الذي تعتبره الولاياتالمتحدة وإسرائيل"أحد اهم الإرهابيين المطلوبين دولياً". وكتبت الصحيفة ان مغنية"الذي يتولى قيادة عمليات حزب الله خارج لبنان، توعد بالانتقام من الغرب في حال مهاجمة طهران". في تل أبيب، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف ايهود اولمرت ان البرنامج النووي الإيراني يهدد الحضارة الغربية.