قام العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس بزيارة الى دمشق عقد خلالها اجتماع قمة مع الرئيس بشار الاسد صدر في ختامه بيان مشترك تضمن حل الاشكالات الثنائية وتأكيد الطرفين"دعمهما الكامل السلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة"و"الجهود الدولية والعربية"في هذا السياق وايجاد حل على"أساس المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية التي تضمن استعادة الاراضي المحتلة الفلسطينية والسورية واللبنانية كافة". كما تضمن البيان الختامي تأكيد الرئيس الاسد والملك عبدالله"احترام بلديهما الكامل سيادة لبنان وادانة الاغتيالات كافة ورفض اي تدخلات خارجية في شؤونه"، مع التشديد على"الحل التوافقي"في لبنان و"أهمية الدور الايجابي الذي يمكن ان تلعبه سورية لضمان استقراره وأمنه والحرص على بناء علاقات طبيعية"بين دمشقوبيروت. واعتبرت مصادر في الديوان الملكي الأردني أن الزيارة المفاجئة أنهت التوتر بين البلدين و"فتحت حواراً حقيقياً بين عمانودمشق، وأغلقت الكثير من الملفات العالقة مثل ترسيم الحدود والقضايا الأمنية والمياه والتجارة البينية والمعتقلين الأردنيين". وقال ناطق باسم الديوان ل"الحياة"إن"تسوية القضايا العالقة ستتم خلال الأسابيع المقبلة عبر لجان عمل متخصصة". وعلمت"الحياة"أن الأسد وعد العاهل الأردني بالإفراج عن المعتقلين الأردنيين في السجون السورية قريباً. وكان الملك عبدالله وصل بعد ظهر امس الى دمشق، حيث جرى له حفل استقبال رسمي في قصر الشعب قبل ان يعقد جلسة محادثات مع الاسد الذي أقام لاحقاً مأدبة عشاء خاصة للعاهل الاردني. وعلمت"الحياة"ان الاتفاق على هذه الزيارة جرى خلال الاتصال الهاتفي بين الزعيمين لدى تأجيل اجتماع اللجنة العليا السورية - الاردنية في 24 الشهر الماضي. وهذه أول زيارة للعاهل الاردني الى دمشق منذ سعي الولاياتالمتحدة ودول اوروبية الى عزل سورية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بداية 2005. واوضحت مصادر ان العاهل الاردني اراد حض سورية على المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في أنابوليس وتسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، اضافة الى حل الخلافات الثنائية التي حالت دون انعقاد اللجنة العليا وتأجيل الاجتماع مرتين في الاسابيع الاخيرة. واكدت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"ان اتصالات عدة تجري بين دمشق ودول اخرى تتناول موضوعين هما المؤتمر الدولي للسلام والأزمة اللبنانية، وأن ذلك يشمل قيام وزير الخارجية وليد المعلم اليوم بزيارة طهران قبل ان يشارك الخميس المقبل بالمؤتمر الوزاري العربي الخاص بالإعداد للمؤتمر الدولي للسلام. وقالت مصادر ديبلوماسية ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي كان وجه دعوة الى كل من المعلم ونظيره الفرنسي برنار كوشنير لزيارة طهران اليوم وبحث الموضوع اللبناني. وعلمت"الحياة"ان الموفد الفرنسي جان كلود كوسران سيصل الى العاصمة الايرانية اليوم. ومن المقرر ان يصل نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف الى دمشق مساء اليوم ليلتقي الأسد غداً. وأوضحت المصادر الروسية ل"الحياة"ان سلطانوف سيبحث مع الجانب السوري قبل مغادرته دمشق يوم الاربعاء في"الانتخابات الرئاسية اللبنانية التي بلغت حاليا وقت الذروة". وأكدت المصادر أن سلطانوف سيلتقي الرئيس الاسد غداً، مشيرة الى ان موسكو"تريد حض سورية على حضور المؤتمر الدولي السلام"والبحث في"الافكار الروسية لعقد اجتماع متابعة لمؤتمر انابوليس في موسكو بداية العام المقبل، يتناول جميع المسارات التفاوضية بما فيها السوري". ويتوقع ان يكون المؤتمر الدولي محل بحث بين المعلم والمسؤولين الايرانيين باعتبار ان طهران تعارض هذا المؤتمر و"تأمل فشله"، ذلك انها عرضت على المنظمات الفلسطينية استضافة المؤتمر المعارض الذي كانت دمشق حضت على تأجيل عقده. وعلمت"الحياة"ان جهوداً تبذل مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كي تتضمن رسائل الدعوة الى المؤتمر الدولي الاستناد الى"المبادرة العربية والقرارات الدولية للوصول الى سلام شامل على جميع المسارات التفاوضية"بما يوفر الارضية لمشاركة سورية على مستوى وزير الخارجية. ومن المقرر ان توجه رايس بعد غد رسائل الدعوة الى مؤتمر أنابوليس. وعلم ان اتصالات هاتفية تجري بين مسؤولين سوريين وفرنسيين. واكدت المصادر السورية امس ان الاتصالات"مستمرة"مع فرنسا في شأن حل الأزمة اللبنانية وان"التفاهم السوري - الفرنسي لا يزال قائماً"ويتضمن بذل باريس جهوداً لدى الغالبية والمسيحيين بمن فيهم النائب ميشال عون في مقابل لعب سورية"دوراً"مع اصدقائها في المعارضة للوصول الى"رئيس توافقي"، علماً ان كلود غيان مستشار الرئيس نيكولا ساركوزي كان اجرى اتصالاً هاتفياً مع المعلم بعد زيارته بيروت.