أظهرت محادثات وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع مبعوث الرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط الكسندر سلطانوف وجود «تطابق» في وجهتي النظر ازاء ضرورة «التحضير الجيد» لمؤتمر السلام الدولي الذي تسعى موسكو الى استضافته. وجاءت زيارة سلطانوف لدمشق بعدما اجرى فريدريك هوف مساعد المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل محادثات في سورية الخميس الماضي تمهيداً لجولة ميتشل المقررة بداية الاسبوع المقبل، بحيث تشمل دمشق بعد عودة المعلم من زيارتيه لمدريد ولندن. وافادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) ان المعلم بحث مع سلطانوف في «العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين واهمية تعزيزها وتطويرها في المجالات المختلفة»، كما «تم التطرق الى تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط ومستجدات عملية السلام، خصوصاً فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو حيث كانت وجهات نظر الجانبين متطابقة ازاء ضرورة التحضير الجيد لهذا المؤتمر وتوضيح اهدافه ومرجعياته، وفي مقدمها قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض في مقابل السلام». وكان المعلم قال رداً على سؤال في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير الاسبوع الماضي ان بلاده لن تحضر اي مؤتمر دولي للسلام ما لم يجر التأكد من قبول اسرائيل مرجعيات تحقيق السلام، وبينها مبدأ الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة للعام 1967، لافتاً الى ان «فشل أي مؤتمر دولي للسلام سيكون خطراً على استقرار المنطقة وأمنها»، والى ان السلام لن يتحقق من دون الانسحاب الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران (يونيو) عام 1967. ونقلت «سانا» عن سلطانوف تأكيده امس على «تأييد روسيا لحق سورية باستعادة الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران 1967». واضاف في تصريحات ان المحادثات تضمنت اجراء «مشاورات معمقة حول الاوضاع في الشرق الاوسط وامكان انعاش عملية السلام في المنطقة، مع الاخذ في الاعتبار السعي القوي من المجتمع الدولي الى استئناف هذه العملية وايجاد حل للصراع العربي - الاسرائيلي». وزاد: «تم ايضاً تبادل الآراء في شأن امكان انعقاد مؤتمر دولي للسلام حول الشرق الاوسط في موسكو ومضمونه»، لافتاً الى ان هذه المشاورات «اكدت مجدداً تطابق وترابط المواقف السورية - الروسية تجاه القضايا والمسائل الدولية المختلفة». وجدد موقف موسكو الداعي الى «وقف الاستيطان بكل اشكاله» في الاراضي المحتلة. وكان سلطانوف اجرى ليل السبت - الاحد محادثات مع رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل في مقر السفارة الروسية قبل توجهه امس الى الاردن والاراضي الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان اللقاء تناول المصالحة الفلسطينية والتحركات الروسية لعقد مؤتمر دولي بهدف «بلورة رؤية واضحة للمؤتمر واهدافه وموعده». واطلع مشعل سلطانوف على مستجدات المصالحة التي ارجئت جلستها المقبلة الى 25 آب (اغسطس) المقبل، مشيراً الى ان «التدخل الأميركي عبر (المنسق الأمني الأميركي) الجنرال كيث دايتون وسلوك فتح في جلسات الحوار يؤديان الى فشل الحوار، اذ ان فتح ليس لديها قرار بالشراكة الفعلية، وهي ترهن المصالحة بمواقف دايتون واسرائيل الى ان صار الفيتو على المصالحة الفلسطينية بأيدي هذين الطرفين». وتابعت المصادر الفلسطينية ان سلطانوف اطلع مشعل على تصور موسكو للمؤتمر الدولي للسلام وحرصها على الاتصال بجميع الدول والاطراف المعنية بهذا الامر، بما فيها «حماس»، باعتبار انها «طرف اساسي لا يمكن تجاوزه سواء هناك انقسام او مصالحة». واشارت الى ان هناك «خلافاً في الرأي» بين واشنطنوموسكو ازاء المؤتمر الدولي باعتبار ان اميركا «تريده استمراراً لعملية انابوليس، في حين تريده موسكو ان يكون مستنداً الى مرجعية مؤتمر مدريد للسلام ومبدأ الأرض في مقابل السلام». وكررت قيادة «حماس» رداً على استفسارات المبعوث الروسي، موقفها ازاء صفقة تبادل اسرى فلسطينيين بالجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت، قائلاً ان «اسرائيل هي التي تعرقل الصفقة لانها ترفض الافراج عن اسرى فلسطينيين، سواء لجهة العدد او نوعية الاسرى». وتطرق لقاء مشعل - سلطانوف الى الشروط التي تفرضها اللجنة الرباعية الدولية للحوار مع «حماس» والتي تتضمن قبول الاتفاقات الموقعة والاعتراف باسرائيل ونبذ العنف، وشرح مشعل للمبعوث الروسي كيف ان «استراتيجية الشروط المسبقة فشلت، سواء لعدم جواز ذلك من حيث المبدأ بوضع شروط للحوار مع طرف منتخب ديموقراطياً، او من حيث العمل السياسي لانها لم تؤد الى تغيير مواقف حماس بعد اربع سنوات على اعلانها».