أعلنت حركة "مع بوتين" عن جمع ثلاثين مليون توقيع في روسيا في أوسع حملة تأييد للرئيس فلاديمير بوتين تهدف الى تأكيد"ضرورة بقائه زعيماً للبلاد بعد انتهاء ولايته الرئاسية في آذار مارس المقبل" . وفي تحرك جديد ضمن الحملات المستمرة في روسيا منذ اشهر ، برزت بقوة حركة"مع بوتين"التي تأسست قبل يومين فقط في مؤتمر موسع ضم ممثلين عن غالبية المنظمات الثقافية والاجتماعية والطالبية والنقابية في روسيا. وجاء ذلك بعد الإعلان عن جمع الحركة ثلاثين مليون توقيع في مختلف أقاليم روسيا تأييداً لبوتين. وتطالب الحركة التي يقول ناشطوها إنها تمثل"تطلعات سبعين في المئة من الروس"ببقاء بوتين على رأس هرم السلطة، بصرف النظر عما اذا كان ذلك سيكون عبر تسلمه مقاليد الرئاسة او في شكل آخر. وقال ناطق باسم الحركة:" لا يهم المنصب الذي سيشغله بوتين بعد انتخابات عام 2008 سواء كان زعيماً لحزب الغالبية في البرلمان أم رئيساً للوزراء. المهم هو أن يبقى زعيماً للبلاد". ومعلوم ان الرئيس الروسي أعلن رفضه إدخال تعديل دستوري يتيح له الترشح لمنصب الرئاسة في ولاية ثالثة، لكنه أعلن ترشيح نفسه في انتخابات الهيئة الاشتراعية المقررة في الثاني من كانون الأول ديسمبر المقبل، فاتحاً المجال أمام تكهنات عديدة حول طبيعة الدور الذي سيلعبه في المستقبل. ولم يستبعد بوتين ان يشغل منصب رئيس الوزراء في حكومة مدعومة من غالبية نيابية لكنه اشترط لذلك ان يحقق حزب"روسيا الموحدة"انتصاراً كبيراً في الانتخابات المقبلة وان يكون الرئيس المقبل للبلاد شخصاً"نزيهاً ومتمكناً". وترجح استطلاعات الرأي أن يحصل حزب السلطة على نحو ثلثي مقاعد الهيئة الاشتراعية المقبلة، ما يوفر لبوتين غالبية دستورية مريحة ويحوله الى زعيم قوي للأمة . في غضون ذلك أعلنت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أمس أنها لن ترسل مراقبين الى روسيا خلال الاستحقاق الانتخابي المقبل، وعزت مصادر المنظمة ذلك الى قيود فرضتها موسكو على حضور المراقبين الدوليين وايضاً تأخير توجيه الدعوة الى المنظمة الأوروبية . وردت موسكو بهدوء أمس على الخطوة التي اعتبرها البعض مقصودة للتشكيك بالانتخابات. وقال ناطق باسم الخارجية الروسية إن"من حق المنظمة الأوروبية أن تتخذ القرار الذي تراه مناسباً في شأن مشاركتها في مراقبة انتخابات مجلس الدوما". معاهدة القوات التقليدية على صعيد آخر، صادق مجلس الفيديرالية الشيوخ الروسي أمس بعد مجلس الدوما النواب على قرار انسحاب روسيا من معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا. وبذلك يصبح القرار قانوناً سارياً بعد توقيع الرئيس عليه، ما يوفر أرضية قانونية لانسحاب روسيا رسمياً من هذه المعاهدة بحلول ليل 12-13 من شهر كانون الأول المقبل. وكانت روسيا علقت مشاركتها في المعاهدة مشترطة مصادقة برلمانات حلف الأطلسي عليها وإقرار صيغة معدلة لها"تستجيب للمتغيرات التي شهدها العالم"خلال السنوات الماضية وخصوصاً توسيع"الأطلسي"شرقاً .