في الذكرى ال19 لاعلان الاستقلال، تعهد الرئيس محمود عباس اسقاط حكم حركة "حماس" في قطاع غزة، متهماً اياها بالمتاجرة بمعاناة الفلسطينيين، كما اعرب عن تصميمه على"صنع سلام حقيقي لصالح الأجيال المقبلة". وتأتي كلمة عباس في وقت تشهد التحضيرات لعقد مؤتمر انابوليس للسلام عثرات شتى عبر عنها رفع سقف المطالب الاسرائيلية من السلطة الفلسطينية، في حين اكد الرئيس بشار الأسد رفضه"أي مبادرة سلام لا تشمل الجولان السوري المحتل". راجع ص 5 في غضون ذلك، توجه الرئيس الفلسطيني امس الى المملكة العربية السعودية حيث من المقرر ان يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لوضعه في صورة الاستعدادات لمؤتمر انابوليس وللتشاور معه في خصوص الوضع الفلسطيني والصعوبات التي تعترض المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية". من جانبه، حمَل عباس في كلمة متلفزة امس على"حماس"قائلا:"قدرنا أن نقود نضالاً صعباً وصعباً جداً من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله، لكن في الوقت نفسه علينا أن نُسقط هذه الزمرة التي استولت بالقوة المسلحة على قطاع غزة، وتُتاجر بمعاناة ومآسي شعبنا الذي لم ينل منها سوى أعمال الإجرام المترافقة مع تشديد الحصار من جانب إسرائيل". من جانبها، استنكرت"حماس"موقف عباس، واعلنت في بيان انها"لم تكن في يوم من الايام تمارس اعمال اجرام، بل ما قامت به وما ستقوم به وسام شرف يعتز به كل فلسطيني يفهم معنى المقاومة والدفاع عن الحقوق". ويأتي هذا التصعيد بين عباس و"حماس"قبل ايام من اجتماع للحكومة الإسرائيلية الاثنين المقبل ستكرسه لتحديد المواقف التي سيطرحها رئيس الحكومة ايهود اولمرت في أنابوليس. وعلى صعيد عملية السلام على المسار السوري، أكد الأسد خلال استقباله الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن"أي مبادرة سلام لا تشمل الجولان السوري المحتل ستكون غير مجدية ولن تحقق السلام العادل والشامل"في الشرق الأوسط. لكن الجانب السوري ابلغ موسى بأن وزير الخارجية وليد المعلم سيحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الأسبوع المقبل للتوصل إلى موقف عربي موحد من مؤتمر أنابوليس. ويأتي تحرك موسى الذي يهدف الى حض دمشق على حضور المؤتمر حتى لو لم تكن الجولان مطروحة في شكل مباشر على جدول أعماله، في وقت اشارت فيه وسائل الإعلام العبرية الى مساع روسية وتركية لإقناع إسرائيل بإحياء مسار التفاوض مع سورية، اذ تحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن مبادرة روسية لعقد مؤتمر متابعة لمؤتمر أنابوليس في موسكو لبحث الملف السوري ? الإسرائيلي. في الوقت نفسه، كتبت صحيفة"هآرتس"أن تركيا تمارس ضغوطاً كبيرة على إسرائيل لإحياء مسار التفاوض السوري"لقناعتها بأن هذا المسار واعد أكثر من المسار الفلسطيني".