انتهت القمة الأيبيرية- الأميركية في سانتياغو بمشادة بين رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي لم ينجح العاهل الإسباني خوان كارلوس في إسكاته. وحرص الرئيس الفنزويلي منذ بدء القمة، على وصف سلف ثاباتيرو، خوسيه ماريا أثنار، بأنه"فاشي". وأغضبت هذه التصريحات رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي، الذي طالب ب"احترام"أي مسؤول ينتخب ديموقراطياً. وارتفعت وتيرة الخلاف قبل دقائق من ختام القمة، حين هاجم تشافيز رؤساء الشركات الإسبانية، ثم أثنار مجدداً، قائلاً:"الفاشي ليس إنساناً، الأفعى اكثر إنسانية من الفاشي". وحاول الملك خوان كارلوس إسكات الرئيس الفنزويلي، مخاطباً إياه بغضب:"لم لا تغلق فمك؟"، وخرج من القاعة حين انحاز رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا لنظيره الفنزويلي، وأذن له بإكمال مداخلته. وحاول تشافيز مراراً مقاطعة ثاباتيرو في مداخلته، فيما كان يجلس إلى جانب الملك الإسباني. وقال ثاباتيرو لتشافيز الذي استمر بمقاطعته:"أظن أن للتحاور مبدأ أساسياً، وهو أن نحترم غيرنا إذا أردنا أن نعامل باحترام... يجب ألا نضطر للجوء إلى الإهانات". وتدخلت مضيفة القمة، الرئيسة التشيلية ميشيل باشليه،عندما وصلت الأمور إلى هذا الحد، قائلة للحاضرين أن كل شخص سيحصل على حق الكلام حين يحين دوره. واتصل أثنار هاتفيا بخلفه ثاباتيرو وبالملك خوان كارلوس، شاكراً لهما دفاعهما عنه بعد انتقادات تشافيز. وتحدث اثنار بالهاتف نحو عشر دقائق مع ثاباتيرو. وأجابه ثاباتيرو انه تصرف عملاً ب"مبادئه"وبموجب"الاحترام"الواجب لكل مسؤول منتخب ديموقراطياً في إسبانيا. ووجه اثنار انتقادات حادة الى حكومة ثاباتيرو في الأسابيع الأخيرة، فيما تستعد إسبانيا لبدء الحملة الانتخابية للانتخابات النيابية في آذار مارس المقبل. وانتقد حزب الشعب المعارض يمين ثاباتيرو، معتبراً أن المشادة مع شافيز كانت نتيجة"ارتجال"و"إهمال"ثاباتيرو في الإعداد للقمة, مشيراً الى"حزم"الملك. وطلب تشافيز الكلام في نهاية الجلسة مهاجماً الولاياتالمتحدة لأنها أطاحت بالرئيس السابق سلفادور اليندي في تشيلي عام 1973. ثم انتقد واشنطن والاتحاد الأوروبي لموافقتهما على انقلاب ضده في نيسان إبريل 2002. كذلك, هاجم الكنيسة الفنزويلية والبابا بينيديتكوس السادس عشر. وإثر الجلسات، حضت القمة الأيبيرية- الأميركية على ضرورة الإسراع في تعزيز الحماية الاجتماعية في أميركا اللاتينية ، على رغم الاختلافات الأيديولوجية العميقة بين قادة المنطقة. وأوصى"إعلان سانتياغو"بإرساء"دولة قوية"، وزيادة مستوى الحماية الاجتماعية، وتوسيع التعليم وإيجاد وظائف، وتحسين مستوى عيش الفقراء، وتحديث الأنظمة المالية عبر زيادة الضرائب عند الحاجة، لتمويل تلك الإصلاحات.