مجموعة شعرية جديدة للشاعرة والمترجمة اللبنانية جمانة حداد صدرت حديثاً وعنوانها"مرايا العابرات في المنام"، وتنطلق من انتحار اثنتي عشرة شاعرة من اثني عشر بلداً باثنتي عشرة طريقة مختلفة حبوب منومة، إطلاق نار، غرق، شنق، غاز، تحت عجلات قطار، قفز من شاهق، سم، مخدرات، قطع شرايين الرسغ، حريق، وكهرباء، لتخترع لهؤلاء الشاعرات المنتحرات عوالم وميتات. تتقمص الشاعرة هذه الشخصيات وتتكلم باسمهن تارة، وتخاطبهن طوراً، ثم تروح تنقّب في فلسفة عيشهن، وتعري أساليب انتحارهن وطقوسها، مقدمة تفسيرات وجودية وتخييلية لها، بناء على مثلث الدين والعلم والأدب. والديوان صدر عن دار النهار والدار العربية للعلوم - ناشرون. وحققت حداد فيلماً قصيراً من كتابتها وإخراجها حول الموضوع نفسه، مع 12 كولاجاً، يتمحور كل واحد منها حول إحدى الشاعرات الاثنتي عشرة. ومما قال الناشران في تقديم الكتاب على الغلاف الخلفي:"هذه مجموعة عنيفة، صادمة، شرسة، فظة، وكابوسية. لماذا؟ لأنها تذهب الى الموت بقصد الزواج به والإنجاب منه. أما الهدف، ولا هدف، فتكثير نسله في الشعر. طريقتها: وجهاً الى وجه، حتى الاستيلاء على المرايا الخلفية للمنام، والحصول على"تعاويذ"هذا الموت. تغويه حيناً، تنشب براثنها في صدره أحياناً، وقد تداعبه حيناً وأحياناً، لكنها فجأة، وفي المرات كلها، تقتلع فؤاده. في الغزل كما في البطش، في الغدر كما في المواجهة، لا تهادن، لا تساير، ولا خصوصاً تهاب، أو تتراجع. تأتي الموت"من فوق"، وتعقد ميثاقاً سادياً معه. وهنا"وقاحة"هذه النصوص وجحيميتها. بل وشعريتها. هي بذلك تتكامل، من ضفة الشعر، مع أنطولوجيا الشعراء المنتحرين التي سبق للشاعرة إصدارها في أيار مايو 2007.