مثلها مثل بقية المدن "الساخنة"، تعيش مدينة سامراء المعروفة بصخبها وحيوية أهلها، تغيّرات واضحة في تقاليد حياتها ومنها تقاليد الزواج والأعراس، وذلك بعد أن أصبحت المروحيات الأميركية التي تحلق بكثافة في سماء المدينة ليل نهار، مستهدفة أي تجمع للسيارات بغض النظر عن أسباب التجمع، الأمر الذي جعل السكان يتجنّبون إقامة الحفلات المعتادة في المناسبات الاجتماعية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل هناك جهات مسلحة مجهولة الهوية تستهدف أي تجمع في المدينة غالباً ما يذهب ضحيته عشرات الأبرياء. أما الذريعة فهي بحسب المسلّحين، وجود حلفاء للقوات الأميركية. يقول فراس العباسي 35 سنة إن"مراسم الزواج في سامراء بعد الغزو الأميركي للعراق، أصبحت تقتصر على حضور عدد قليل جداً من الأقارب، أو بغيابهم. وتوقّع أن تُلغى كلمة العرس من قاموس السامرائيين تماماً في الأيام المقبلة، بعد التدهور الأمني الذي تعيشه المدينة في أعقاب المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها المروحيات الأميركية. ويتحدث الحاج أبو عبد الله العباسي عن طقوس سامراء في الزواج، فيقول إن"أبناء سامراء كانوا يقيمون حفل زفاف كبير يحضره عدد كبير من المدعوين فضلاً عن إقامة الولائم وحضور الفرق الموسيقية التي كانت تتولى زفة العروسين اثناء تطوافهم في شوارع المدينة". ولفت الى أن"الزواج في سامراء فقد الكثير من طقوسه واضطرت الأسر فيها أن تستغني عن شعائر كثيرة بسبب الاحتلال والوضع الأمني المتدهور والحزن الذي تعيشه المدينة بعد أحداث تفجير مرقد الامامين العسكريين في شباط فبراير عام 2006".