قررت وزارة الداخلية العراقية تكثيف دورياتها، ورفع مستوى التأهب في بغداد أيام الاثنين والخميس لحماية حفلات الأعراس. وتشهد قاعات الفنادق والصالات الخاصة إقبالا كبيرا لإقامة الأعراس، بعدما انحسرت هذه الظاهرة طوال السنوات الماضية عندما كانت الجماعات المسلحة والميليشيات تسيطر على العاصمة. وقال مساعد وكيل وزير الداخلية لشؤون الشرطة اللواء مهدي صبيح الغراوي إن الوزارة «أصدرت تعليمات بمضاعفة نقاط التفتيش ورفع مستوى التأهب الاثنين والخميس من كل اسبوع». وأوضح أن «بعض قاعات الاعراس قريبة من نقاط التفتيش التي تؤمن لها الحماية تلقائياً، وأحياناً يطلب صاحب القاعة من عناصر الأمن حماية قاعته وتفتيش الوافدين إليها فنلبّي ذلك». بسمة علي (23 عاما) جاءت مع خطيبها كرار للاتفاق مع صاحب قاعة «الابتسام» في شارع فلسطين على تحديد موعد حفلة الزفاف وقالت ان «استتباب الأمن في بغداد» مكّنها من طلب ان تكون الحفلة في قاعة «تصاحبها وليمة عشاء وموسيقى ورقص». وضحكت بسمة قبل ان تشير الى خطيبها، مداعبة: «كان يتمنى ان لا يتكفل بمصاريف القاعة وكنت سأقبل بزواج من دون رقص وغناء وزفة قبل اشهر، لكن الآن صارت القاعة شرطاً». وكانت قاعات الأعراس أغلقت أبوابها، إما لتحريم المتشددين الرقص والغناء، أو بسبب تصاعد وتيرة العنف التي ضربت البلاد عام 2006 بعد تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء. وعادت القاعات إلى العمل نهاراً منذ منتصف العام الماضي ثم تجرّأت على تحويلها الى مسائية. ويبلغ بدل تأجير القاعة الصغيرة 1500 دولار لليلة واحدة و4000 دولار لقاعات الدرجة الأولى. وقال مصدر في قيادة العمليات الأمنية في الرصافة ل «الحياة» إن «الاجراءات الامنية المشددة منعت العناصر المسلحة والميليشيات من ممارسة نشاطها بعدما اعتادت فرض ما تسميه تقاليد الزواج الاسلامي، ما ساهم في عودة الكثير من الطقوس التي ابتعدت عنها العائلات». وأضاف أن «الشوارع باتت تكتظ بسيارات الاعراس، لا سيما يومي الاثنين والخميس، وسط مظاهر فرح علنية كانت محظورة». مدير إحدى قاعات الأعراس ليث البياتي يقول: «منذ منتصف عام 2008 وما بعده عاد العراقيون إلى إقامة طقوس الاعراس». ويوضح أن «العرسان يتجمعون في كل يوم أمام ادارة القاعة ليحجزوها، فضلا عن حفلات اعياد الميلاد وغيرها من المناسبات (...) عليك أن تثبت الحجز قبل شهر». أهالي الأحياء التي كانت الجماعات المسلحة المتطرفة تفرض سلطتها عليها، تخلوا سريعا عن مظاهر «الزواج الاسلامي» الذي تستخدم فيه الدفوف فقط ويمنع اختلاط الجنسين. ومع عودة قاعات الأفراح إلى العمل، انتعشت صالونات الزينة النسائية بعد ان انحسرت بشكل كبير واقتصرت احيانا على تزيين العرائس في المنازل. وتقول مديرة صالون الزينة شيماء نبيل في حي الغدير: «في السابق كان عملنا يقتصر على زبائن المحل، إذ نقلنا تجهيزاتنا إلى المنزل خوفاً من المسلحين، أما الآن فعدنا إلى العمل في ضوء النهار».