اغلقت السلطات المحلية في محافظة كربلاء 110 كلم جنوببغداد جميع المنافذ المؤدية الى المدينة ومنعت دخول الوافدين اليها ومددت ساعات حظر التجول المسائية في اعقاب التصعيد الامني الذي شهدته المدينة في الايام الثلاثة الماضية، فيما اصدر الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بياناً طالب فيه اتباعه من افراد"جيش المهدي"وعناصر الجيش والشرطة العراقية بعدم الاقتتال"باسم الدفاع عن النفس"أو"باسم فرض القانون". وقال قائد شرطة كربلاء العميد رائد شاكر جودت:"قررنا إغلاق مداخل المدينة الخارجية أمام الوافدين إلى كربلاء بمن فيهم الوفود الرسمية"، واكد ان حظر التجول المسائي في المدينة سيستمر ويمنع بموجبه حركة الأشخاص والمركبات. ودعا قائد الشرطة المواطنين إلى التزام منازلهم"خوفا من تعرضهم إلى نيران المسلحين الذين يتدرعون بالأحياء السكنية". ولفت جودت الى أن الأحداث بدأت الجمعة اثر اعتداء مسلحين على رجال الأمن، وتطورت في الليلة التالية"حين اطلق المسلحون صواريخ كاتيوشا عيار 170 ملم ايرانية الصنع استهدفت الوحدات العسكرية ومقرات الشرطة ونقاط التفتيش والتجمعات السكنية". وأوضح ان"الاشتباكات أسفرت عن مقتل 3 من الشرطة، احدهم كان يفكك لغماً ارضياً، وجرح 11 آخرين، كما قتل ستة من المسلحين، كما اعتقل 136 مشتبها به، بينهم خلية مؤلفة من 10 عناصر مهمتها زرع العبوات الناسفة، كما صودرت كميات من الاسلحة المختلفة". ولفت التيار الصدري الى ان"ما يحصل في كربلاء ليس ببعيد مما تشهده محافظة الديوانية 280 كلم جنوببغداد"وتوقع امتداد الاشتباكات الى مدن جنوبية اخرى في مقدمتها السماوة 300 كلم جنوببغداد. واكد جواد الحسناوي، نائب محافظ كربلاء واحد قياديي التيار الصدري ل"الحياة"ان"عموم المدن الجنوبية تشهد تنفيذ اجندة خاصة معدة سلفا وممولة من احدى دول الجوار رفض تسميتها لاستئصال التيار العربي الوطني المتمثل بالشيعة العرب الرافضين لتقسيم العراق باسم الفيديرالية". وكان المكتب السياسي للتيار الصدري اتهم في بيان امس الحكومة وجهات سياسية اخرى لم يسمها"معروفة لدينا"باستغلال"الخطوات التي قمنا بها ... وضرب ابناء التيار الصدري واضطهادهم وممارسة ابشع صور الانتهاكات التي طالت حتى النساء والاطفال على حد سواء". واصدر مقتدى الصدر بيانا عاجلا مساء أول من أمس ناشد فيه اتباعه في جيش المهدي بعدم قتل او ضرب أي عراقي حتى لو كان باسم الدفاع عن النفس، ثم ناشد"الشرطة العراقية عدم قتل العراقيين باسم القانون الوضعي او خطة فرض القانون"داعيا الجميع الى التوحد لمقاتلة"الاستعمار". وفي البصرة اغلق مسلحون ينتمون الى"جيش المهدي"الشوارع والتقاطعات إثر مواجهات بينهم وبين الشرطة المحلية. واقام عدد من المسلحين المقنعين نقاط تفتيش في تقاطعات التربية والجنينة والطويسة والجمهورية وخمسة ميل والكزيزة وغيرها من المناطق بحثا عن سيارات الشرطة بعد احتجاز عناصر الشرطة عددا من المركبات غير المرخصة التابعة لمكتب الشهيد الصدر في البصرة. وطرد المسلحون المقنعون مفرزة الشرطة التي تدير نقطة التفتيش المتمركزة عند بوابة البصرة في منطقة الكرمة 10 كلم عن مركز المدينة. وسمعت طوال نهار امس أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في محيط المدينة بما ينذر بالتصعيد.