باتت المدن الجنوبية في العراق، التي كانت هادئة وآمنة نسبياً، أمس مهددة بالاقتتال بين الأحزاب الشيعية، ويقول مراقبون في مدينتي الديوانية وكربلاء إن هناك ناراً تشتعل تحت الرماد تهدد باشتداد الصراع على النفوذ. وتشهد الديوانية وكربلاء اشتباكات مسلحة بين جماعة مسلحة يعتقد بأنها تنتمي الى"جيش المهدي"والقوات الحكومية. وتمتد الاشتباكات الى كربلاء التي تعرضت للقصف بصواريخ الكاتيوشا. وأعلن العميد شاكر جودت، مدير الشرطة في المدينة حظر التجول اعتباراً من مساء السبت وحتى إشعار آخر. وأوضح ان"مسلحين مجهولين أطلقوا حوالي الساعة السابعة مساء ثلاثة صواريخ كاتيوشا على مناطق متفرقة من المدينة مستهدفين قوات الجيش والشرطة". وأضاف ان"أحد الصواريخ سقط على منزل مواطن، يعتقد بأنه كان موجهاً الى مركز للجيش في منطقة سيف سعد، فيما سقط الثاني قرب فندق خوام والبيوت المجاورة له في منطقة باب بغداد، على بعد حوالي 500 متر عن مرقد الإمام العباس"، من دون ان يشير الى مكان سقوط الصاروخ الثالث. وفي الوقت ذاته، تشهد الديوانية اعتقالات يومية لأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، واتهم الناطق باسم مكتب الصدر في المدينة الشيخ أبو زينب"المجلس الاسلامي الأعلى"بزعامة عبدالعزيز الحكيم"بأعمال قذرة واعتقال أبناء الخط الصدري وتصفيتهم ليتسنى له تطبيق قرار الكونغرس الاميركي بتقسيم العراق". ويسيطر"المجلس الاسلامي"على الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية في الديوانية، وتواجه عناصره تحديات من عناصر تابعة ل"جيش المهدي". وعلى رغم ان الجماعتين تعهدتا العمل معاً في اتفاق مكتوب وقعه الصدر والحكيم، قبل اسبوعين تقريباً، إلا أن الصراع والتنافس على السلطة يشتد. وقال النائب علي الميالي، عضو الكتلة الصدرية في البرلمان ل"الحياة":"ما يحدث في الديوانية يشبه المبارزة السياسية المستحقة لمعرفة من سيحكمها في المستقبل"، وظهرت على السطح، بالإضافة الى"جيش المهدي"و"قوات بدر"التابعة للحكيم، مجموعة جديدة تسمى"كتيبة الحسين"التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الأخير على السفير البولوني في بغداد، وعن سلسلة التفجيرات وإطلاق نار أدى الى جرح السفير وقتل أحد حراسه. وكان مؤتمر عقد السبت في مقر الفرقة الثامنة للجيش في محافظة الديوانية ناقش الوضع الأمني وآلية تطبيق الاتفاق مع زعماء العشائر"لتعزيز دورها في ملاحقة الارهابيين والمجرمين". وقال اللواء الركن عثمان علي فرهود ان"المؤتمر ناقش ايضاً توزيع المسؤوليات بين شيوخ العشائر بحسب مناطقهم". ويتهم رئيس جهاز الأمن في المحافظة الشيخ حسين هادي البديري"مقاتلين أجانب مدربين في الخارج تسللوا الى الديوانية".