واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولاته لاطلاع المسؤولين العرب على نتائج محادثاته في نيويورك ورؤيته لما سيتناوله مؤتمر الخريف للسلام في الشرق الاوسط الشهر المقبل في أنابوليس قرب واشنطن. وقال عباس، بعد اجتماعه امس في عمان مع الملك عبدالله الثاني:"نحن نتفاوض مع الاسرائيليين وبعد بذلك سيحصل اتفاق سنحمله الى اللقاء الدولي لمباركته واعتماده والموافقة عليه ومن ثم تبدأ المفاوضات على التفاصيل". راجع ص 5 لكن اسرائيل، التي اطلقت امس سراح 58 أسيراً فلسطينياً من الضفة الغربية، بينهم الامين العام ل"جبهة التحرير العربية"راكاد سالم"كبادرة حسن نية"تجاه الرئيس الفلسطيني وأجلت الافراج عن 30 اسيراً من قطاع غزة، شددت على أن مؤتمر الخريف"لن يشكل مسرحاً لمفاوضات أو للتوصل إلى اتفاقات مع الفلسطينيين". وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، في احاديث مع مراسلي الاعلام الاسرائيلي في نيويورك، ان المؤتمر"سيكون منبراً لتحريك العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ودعمها دولياً"، معتبرة انه ليس هو الحدث الأهم"إنما المفاوضات الثنائية"بين إسرائيل والفلسطينيين"وما سيتمخض عنها". ودعت ليفني، في خطاب امام الجمعية العامة في نيويورك أمس، الى"تعميق التعاون والعلاقات الدولية بين العالم العربي واسرائيل... ليتوازى مع قيامنا بتحقيق تقدم نحو سلام اسرائيلي - فلسطيني". وشنت، ومن دون ان تأتي على ذكر سورية، حملة على ايران و"حزب الله"و"حماس". وشددت على انه"لا بديل عن المفاوضات الثنائية الفلسطينية - الاسرائيلية. وقالت ان"الفشل ليس خياراً، انما على الأطراف نفسها ان تعرف معنى النجاح". وقالت ليفني للاذاعة الاسرائيلية إن المطلوب من الإسرائيليين والفلسطينيين"البراغماتيين"ايجاد القاسم المشترك الأوسع الممكن للحوار بينهم للتمكن من مواصلة المفاوضات فيما حصرت دور العالم العربي في"دعم العملية وليس إملاء نتائجها"وفي مساعدة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة الدكتور سلام فياض في بناء مؤسساتها. وتابعت ان الأسابيع المقبلة التي ستشهد لقاءات بين رئيس الحكومة ايهود اولمرت والرئيس عباس ستحدد طبيعة المؤتمر. وزادت أنه ليس من الحكمة تحديد أمور مسبقاً"والتكهنات ليست مفيدة". وأضافت ان التقدم في المفاوضات ينبغي أن ينعكس في نتيجتها. ورأت، كما قال الرئيس الفلسطيني أن"من مصلحة إسرائيل والسلطة الفلسطينية التوصل إلى تفاهمات، ليس بالضرورة حول مختلف الموضوعات، لنأتي بها إلى المؤتمر ليقرها ثم نتابع التفاوض حول المسائل الأخرى، ونحن لسنا بصدد حدث لمرة واحدة". وتوقعت إن لا يحقق المؤتمر حلاً للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي أو حلاً للوضع في قطاع غزة،"إذ ليس في وسع إسرائيل أن تغض الطرف عما يحصل هناك لمجرد إجرائها حواراً مع الطرف الثاني من الفلسطينيين، أيضاً المجتمع الدولي بات يدرك أن الحوار مع عباس لا يوفر حلاً لما يحصل في القطاع". وكان مكتب اولمرت أعلن أمس تأجيل الاجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية الذي كان مقرراً اليوم إلى الغد"لأسباب فنية"، نافياً أن يكون مرد التأجيل أزمة بين الجانبين.