تفاوتت الآراء في اوساط اقطاب الدولة العبرية في شأن سبل التقدم في المفاوضات على المسار الفلسطيني، لكنهم التقوا جميعا على رفض المقترح الروسي عقد مؤتمر دولي للسلام"بمشاركة جميع الأطراف". ورأت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وجوب شروع اسرائيل في اتصالات مع الرئيس محمود عباس"فوراً ومن دون أي شروط مسبقة"، لكنها أضافت ان عباس لن يخرج من اجتماع كهذا بانجازات يطمح اليها مثل الافراج عن سجناء فلسطينيين"لأن اسرائيل لن تكون قادرة على الاقدام على خطوات حسن نية تجاه عباس طالما بقي الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت في الأسر"في قطاع غزة. ومع هذا، اضافت خلال مؤتمر صحافي مشترك عقدته امس في تل ابيب مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، ان لقاء عاجلا مع الرئيس الفلسطيني ضروري للبحث في قضايا الأمد البعيد. وقالت انه ينبغي الاستماع الى عباس في شأن رؤيته للأوضاع في الاراضي الفلسطينية وان كانت هناك مسائل يمكن الاتفاق حولها للأمد البعيد، و"لذا فإن مثل هذا اللقاء حيوي ويجب عقده بسرعة". وزادت بعد لقائها نظيرها الايطالي ماسيمو داليما الذي يزور ايضا اسرائيل ان الطريق الوحيد المتاح امام الفلسطينيين لاقامة دولتهم المستقلة يتمثل بتشكيل حكومة تلتزم الشروط الدولية الثلاثة: الاعتراف باسرائيل، وبالاتفاقات الموقعة معها، ونبذ الارهاب، و"فقط مثل هذه الحكومة تكون شرعية". واضافت ان اسرائيل تعارض اقتراح روسيا عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بداعي ان انشاء اطار جديد"سيزيد الأوضاع تعقيدا ويخلق مشاكل وتدخلات لا ترغب اسرائيل بها". بيريز: لا للتفاوض الآن وكرر النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز، بعد لقائه وزير الخارجية الايطالي، الموقف الاسرائيلي الرافض عقد مؤتمر دولي للسلام، لكنه اختلف مع ليفني في مسألة استئناف اللقاءات مع الرئيس الفلسطيني، وقال ان لقاء كهذا يجب ألا يتم قبل الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير. واضاف في حديث نشرته صحيفة"يديعوت احرونوت"ان"خطة الانطواء"لم يعد لها مبرر و"لم تعد موجودة. انتهت سياسياً ونفسياً وبشكل ملموس". واضاف:"لن يتكرر في يهودا والسامرة الضفة الغربية ما حصل في غزة. لن يحصل تفكيك مكثف للمستوطنات"في اطار خطة من جانب واحد بسبب"استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة"بعد الانسحاب، والانقسامات الداخلية الفلسطينية بحيث ان"احداً لا يتمتع بالسلطة"، والرأي العام في اسرائيل المعارض لفكرة"الانسحاب الاحادي الجانب". ودعا بدلا من ذلك الى"استئناف المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها عباس"، مستبعدا اي حوار مع حكومة"حماس"لان هذه الاخيرة"ترفض الاعتراف بوجود اسرائيل". من جانبه، لمح داليما الى ان الاتحاد الاوروبي قد يسحب مراقبيه من مدينة رفح اذا بقي هذا المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر مغلقا. وقال في مؤتمر صحافي بعد لقاء ليفني:"يجب اعادة فتح معبر رفح، وهذه المسألة تشكل مصدر قلق للاتحاد الاوروبي". واضاف:"على الفلسطينيين والاسرائيليين ونحن جميعا ان نتحمل مسؤوليتنا ونقرر سويا ما اذا كان الاتحاد الاوروبي يحتمل البقاء من دون ان يكون قادرا على احداث اي تغيير فيما الحدود مغلقة". وتابع"اتمنى ان تحل هذه المسألة في الايام القليلة المقبلة". بلير في اسرائيل الى ذلك، توقعت صحيفة"هآرتس"في عددها امس ان يطالب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يصل الى تل ابيب اليوم اركانها بالتقدم على المسار الفلسطيني من دون"خطة الانطواء"التي تبناها رئيس الحكومة ايهود اولمرت وبات يرى بعد الحرب على لبنان انها ليست واقعية. ونقلت عن اوساط اولمرت انه ابلغ وزير الخارجية الروسي ان اسرائيل معنية بالحوار مع الرئيس الفلسطيني شرط ان يكون ذلك فقط وفقاً ل"خريطة الطريق"الدولية للسلام.