اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره السوري وليد المعلم في العاصمة السورية "فتح عصر جديد من العلاقات بين سوريا ولبنان". وقال كوشنير بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد "لاحظنا ان هناك تقدما في لبنان (...) لقد وعدنا بذلك (...) عندما يصبح الوضع في لبنان افضل وانتخاب الرئيس اللبناني ممكنا، (...) وها نحن اليوم نفتح عصرا جديدا من العلاقات بين سوريا ولبنان". واعلن كوشنير ان سوريا ولبنان سيتبادلان السفراء قبل نهاية العام 2008.وقال "لمست النية الطيبة في مواصلة عملية (تطبيع العلاقات مع لبنان) مع تحديد موعد لتبادل السفراء قبل نهاية العام. وانا سعيد بذلك". وقال كوشنير انه تطرق مع الرئيس السوري إلى بعض النقاط المتعلقة بلبنان مثل "الوضع في طرابلس" في شمال لبنان بين انصار من المعارضة وآخرين من الاكثرية معتبرا ان هذا الوضع "يمكن ان يصبح خطرا وان يتفجر". وتابع كوشنير "هناك ايضا مشكلة حزب الله الذي يسترعي اهتمامنا كثيرا، ومشكلة التصريحات اكان من الجانب الاسرائيلي او من الجانب اللبناني" في اشارة إلى التهديدات الاسرائيلية الاخيرة بقصف لبنان، والرد الذي ورد على لسان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله. واضاف كوشنير "كل ذلك يشكل مشكلة الا انني اعتقد ان الوضع افضل" في لبنان، موضحا ان هذه النقاط سيتم التطرق اليها بين الرئيسين السوري والفرنسي مطلع الشهر المقبل. وقال كوشنير ايضا ان "فرنسا كانت متيقظة وساهرة على كل ما يحصل في هذه المنطقة، لم نكن مع سوريا في الماضي وكنا حريصين على الشعب اللبناني (...) وتحقق كل ما تكلمنا عنه لذلك اقمنا العلاقة مع سوريا". واضاف الوزير الفرنسي "بحثنا مع المعلم الوضع في العراق وايران (...) وقضية السلام في الشرق الاوسط واهنئ سوريا على المباحثات مع اسرائيل في تركيا". من جهته اعتبر المعلم ان "موضوع العلاقات السورية اللبنانية هو محض ارادة مستقلة للبلدين الشقيقين ونحن نقدر ما نسمعه من تشجيع فرنسي وغير فرنسي بهذه الخطوة". وقال المعلم عن تطور العلاقات بين سوريا وفرنسا غامزا من قناة الولاياتالمتحدة "انها تعود إلى وضعها الطبيعي وتستجيب لواقع التاريخ والجغرافيا (...) والمنطقة عانت كثيرا من الانفراد الدولي في شؤونها فشعرت شعوبها بانها تعاني الظلم والازدواجية، ولهذا تتطلع إلى دور فرنسي يعيد الثقة إلى شعوب هذه المنطقة لان فرنسا واوروبا تسعيان إلى ايجاد حلول تؤدي إلى امن واستقرار المنطقة". وحول المباحثات السورية الاسرائيلية غير المباشرة قال المعلم "مع الاسف لم تتقدم بما فيه الكفاية لتصبح مباحثات مباشرة لكننا نشعر بأن الطرفين جادان في حل المسائل القائمة التي هي موضع نقاش وابرزها تحديد خط الرابع من حزيران - يونيو 1967". ووصل وزير الخارجية الفرنسي كوشنير بعد ظهر الاثنين إلى دمشق قادما من بيروت في زيارة لساعات عدة للتحضير لزيارة الرئيس الفرنسي مطلع ايلول - سبتمبر المقبل. وكان امضى نحو 24ساعة في بيروت التقى خلالها الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيسي الحكومة فؤاد السنيورة ومجلس النواب نبيه بري، كل على حدة. وتأتي زيارة الوزير الفرنسي إلى دمشقوبيروت اثر اعلانهما اقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا خلال قمة بين الرئيسين ميشال سليمان وبشار الاسد في 13اب - اغسطس. واكد كوشنير في بيروت استعداد بلاده للمساهمة في حل مشاكل اخرى بين لبنان وسوريا مشترطا لذلك "طلب البلدين". وذكر كوشنير في بيروت ان فرنسا لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا "انما اصرت لاقامة علاقات طبيعية على ان تعمل دمشق وفق اتفاق الطائف وتحترم الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية".