يصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت مساء غد الخميس للقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» ميشال عون والرئيس السابق امين الجميل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع وممثل عن «حزب الله» قد يكون رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» ان كوشنير لن يلتقي الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله، لأسباب امنية تقيد تنقلاته. ويمضي كوشنير يومين في بيروت ثم ينتقل الى دمشق صباح السبت. ويحضر كوشنير فور وصوله حفلة موسيقية للفنان الفرنسي الشهير شارل أزنافور، في بيت الدين، ويلتقي بعد ذلك رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط. وذكرت المصادر ان الوزير الفرنسي لن يتدخل في موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية، وأنه سيطرح مع محاوريه العلاقات الفرنسية - اللبنانية وقضايا المنطقة وما وصلت إليه العلاقة اللبنانية - السورية والتقدم الذي أحرز على هذا الصعيد ومن ضمنه الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين وترسيم الحدود. وأشارت الى أهمية معرفة تمحور لبنان في وجه أطروحات الحكومة الإسرائيلية الجديدة ومعرفة ما تحقق بين لبنان وسورية بعد تبادل السفراء، والتطرق الى ملف المفقودين والمخيمات الفلسطينية في البقاع ومراقبة الحدود، وكل هذا سيناقش مع الطرفين اللبناني والسوري. ولفتت المصادر الى ان كوشنير يزور لبنان لأنه يريد الإشادة بالانتخابات ونتائجها ولا يريد إعطاء الانطباع بأنه يتدخل في الشؤون المحلية، وإنما التأكيد على ان هذه الانتخابات عززت الديموقراطية اللبنانية وأن النهج الذي كان بدأ في سان كلو في فرنسا، أدى الى وضع حد للأزمة المؤسساتية. ورأت ان فوز قوى «14 آذار» في الانتخابات شكّل مفاجأة ورسالة تنطوي على إيجابية في المنطقة كونها تُظهر ان حكومة السنيورة التي طبقت إجراءات اقتصادية صعبة، تحظى بدعم الناخبين. وذكرت ان الفكرة الأخرى هي ان فرنسا لا تريد التدخل في الشأن المحلي وأن كوشنير يزور بيروت في وقت لم تتشكل فيه الحكومة بعد، لكنه كان الموعد الوحيد الممكن للقيام بهذه الزيارة، علماً بأنه كان يفضل ان تتم بعد تشكيل الحكومة. وتابعت ان كوشنير يريد ان يُظهر ان فرنسا لا تحجب اهتمامها عن لبنان، فهناك مواضيع ثنائية من المهم استمرار الحوار حولها، ومنها إصلاحات «باريس-3» ودعم الجيش والفرنكوفونية، وأن وزير التعاون آلان جوبانديه سيزور لبنان لاحقاً. وفي دمشق يرأس كوشنير اجتماعاً لسفراء فرنسا في الشرق الأوسط، اضافة الى عدد من السفراء المعتمدين في الخليج وإيران للاستماع الى تقويمهم للأوضاع. وقالت المصادر ان هذه الاجتماعات كانت تُعقد في عمان أو القدس لأن العلاقة مع دمشق لم تكن تسمح بذلك، وأن الوضع تغير الآن كون العلاقات جيدة بين البلدين، مما جعل السفير الفرنسي في سورية ميشال دوكلو يقترح على كوشنير عقد الاجتماع في العاصمة السورية. ويلتقي كوشنير الرئيس السوري بشار الأسد صباح الأحد، كما يلتقي نظيره السوري وليد المعلم. ومن المتوقع ان يثير كوشنير مع «حزب الله» في بيروت ومع المسؤولين في دمشق موضوع الشابة الفرنسية كلونيلد ريس المعتقلة في طهران. وأكدت المصادر ان فرنسا ستبذل مساعي لإطلاق سراحها مع كل الأطراف التي لديها علاقة وثيقة بطهران، من تركيا الى سورية الى قطر الى «حزب الله». وقالت المصادر ان فرنسا تختلف في سياستها في لبنان من الإدارة الأميركية، إذ انها تتكلم مع الجميع في حين ان الأميركيين يحصرون دعمهم وحوارهم في الوقت الحالي مع قوى «14 آذار».