نفت واشنطن الاتهامات التي وجهتها الحكومة الصربية لها بعرقلة حل وسط في شأن الوضع النهائي لكوسوفو، فيما أكدت بلغراد استعدادها للموافقة على حصول الإقليم على كل خصوصيات دولة مستقلة باستثناء المقعد في الأممالمتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي امس:"نحن لا نعرقل أي شيء، في الحقيقة نعمل بنشاط كجزء من الترويكا الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي من خلال السفير الأميركي فرانك ويزنر للجمع بين الطرفين الصربي والألباني بحسب المدة المحددة للمحادثات". وأضاف:"ما أوضحناه وصرحنا به جهراً وسراً، انه باستثناء التوصل الى اتفاق بين الأطراف، فإن ما نعتقد انه ملائم وما نميل الى التحرك في اتجاهه هو فترة من الحكم الذاتي لكوسوفو تخضع لأشراف". ويأتي التصريح الأميركي رداً على بيان أصدره رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا، يتهم الولاياتالمتحدة بعرقلة توصل المحادثات الجارية بين الصرب والألبان الى اتفاق حل وسط في شأن إقليم كوسوفو، وجاء فيه:"كل يوم... تصدر تصريحات عن المسؤولين الأميركيين بأن كوسوفو ستصبح مستقلة بعد العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل. وهي تهدف الى منع ألبان كوسوفو من قبول حل وسط للإقليم". واعتبر كوشتونيتسا أن"سياسة القوة التي تتبعها واشنطن حالياً في قضية كوسوفو، هي استكمال لعمليات القصف الجوي التي نفذتها طائرات حلف شمال الأطلسي على صربيا لمدة 77 يوماً عام 1999 بهدف نشر قوات أجنبية تمهيداً لسلخ 15 في المئة من أرضنا أراضي جمهورية صربيا وإقامة دولة في البلقان خاضعة لحلف شمال الأطلسي بقيادة أميركية على أرض صربية". ورأى مراقبون في بلغراد ان بيان كوشتونيتسا، يبرئ الرئيس السابق الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش من أي مسؤولية في حوادث كوسوفو، من خلال اعتبار ما حصل عدواناً مدبراً من الولاياتالمتحدة ضمن مخططها لفصل الإقليم عن جمهورية صربيا وإخضاعه للسيطرة الأميركية. وفي غضون ذلك، نقل تلفزيون بلغراد عن وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش الذي يزور روما، ان إقليم كوسوفو"يمكن ان تكون له خصوصيات دولة مستقلة، ما عدا مقعداً في الأممالمتحدة، إذا قبل الألبان حلاً وسطاً بحسب الاقتراحات الصربية".