وافق الرئيس السوداني عمر البشير على لقاء نائب رئيس حكومة إقليم جنوب البلاد الذي حمل رسالة من رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في الخرطوم اليوم، بعدما رفض استقباله قبل يومين وكلّف وزير شؤون الرئاسة الفريق بكري حسن صالح تلقي الرسالة التي حملت مطالب"الحركة الشعبية لتحرير السودان"لحل القضايا التي دفعتها إلى تعليق مشاركة وزرائها في الحكومة الاتحادية. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان"الحركة الشعبية"طلبت تغيير مستشاريها الرئاسيين ووزرائها ووزراء الدولة وعددهم 18 عدا وزيري شؤون مجلس الوزراء دينق الور والنقل كوال ميانق. ومن أبرز الوزراء الذين سيطالهم التغيير وزير الخارجية لام اكول، لكن المصادر ذاتها اكدت ان المرشح لشغل وزارة الخارجية الدكتور منصور خالد أبلغ سلفاكير اعتذاره باعتبار انه تولى المنصب قبل اكثر من ثلاثين عاماً كما انه لن يجد تعاوناً من حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتمسك بأكول. إلى ذلك، شدد سلفاكير ميارديت أمس على ضرورة توحيد مواقف متمردي دارفور قبل الدخول في محادثات مع الحكومة في 27 تشرين الأول اكتوبر الجاري في مدينة سرت الليبية. وأعرب خلال مخاطبته القادة الميدانيين لفصائل التمرد الدارفوري في جوبا، عاصمة الجنوب، عن تقديره لتلبيتهم دعوته، وأبدى استعداد حركته لتقديم خبراتها وتجاربها التفاوضية للمتمردين، لافتاً إلى أن زعيم"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور لم يلب دعوته لكن الاتصالات ستستمر معه لإقناعه بالحضور والانضمام الى عملية السلام. وقال الناطق باسم حركات دارفور المشاركة في لقاء جوبا جار النبي عبدالكريم ان الهدف من اللقاء هو توحيد القيادات الميدانية والسياسية لكل فصائل"حركة / جيش تحرير السودان"تحت مظلة واحدة أو توحيد رؤيتهم وموقفهم التفاوضي على الأقل قبل الدخول في المحادثات المقبلة. ودعا جار النبي قيادات الفصائل كافة إلى التنازل عن ألقابهم ومسمياتهم في سبيل الوحدة التي اعتبرها من الاولويات وعلى قائمة الاجندة، كما وجه نداء الى عبدالواحد محمد نور للمشاركة في لقاء جوبا بأسرع ما يمكن، مشيراً إلى أن القائد الحقيقي لن يتخلى عن جيشه وقواعده وشعبه في اللحظات والمواقف الحرجة وان من يهاب الموت يتخندق في المنافي. وشملت الفصائل التي شاركت في لقاء جوبا"حركة تحرير السودان مجموعة ال19"تضم 15 قائداً ميدانياً و"حركة تحرير السودان"بقيادة أحمد عبدالشافع و"حركة تحرير السودان"بقيادة عبدالله يحيى. وفي سياق متصل، اتّهمت"حركة / جيش تحرير السودان"بزعامة كبير مساعدي الرئيس مني أركو ميناوي جهات لم تسمها بمحاولة الصيد في المياه العكرة، وطالبت الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وليبيا بتأجيل مفاوضات سرت لإعطاء القوى المشاركة مزيداً من الوقت لإجراء مشاورات. وأقر المسؤول السياسى للحركة مصطفى الجميل بتدهور الأوضاع الامنية في دارفور وكشف عن حشود لميليشيات - لم يحدد الجهة التي تتبع لها - في مناطق قريضة والحجير وجنوب السكة الحديد تعد للهجوم على مناطق حركته، مشيراً إلى أن ميناوي موجود حالياً في المواقع التي تسيطر عليها الحركة للإشراف على ترتيب أوضاع قواتها في تلك المناطق، متوقعاً وصوله الى الخرطوم في غضون الأسبوع المقبل. كما اتهم القيادي في"حركة تحرير السودان"علي حسين دوسة حزب المؤتمر الوطني الحاكم ب"استمراء التلكؤ في تنفيذ الاتفاقات وإحداث الخروقات"، موضحاً ان قادة حركته برئاسة ميناوي سيجتمعون قريباً"لاتخاذ قرار مناسب يحفظ الحقوق لأهل دارفور". وأضاف:"إما ان نكون شركاء أصليين ومقبلين على تنفيذ العهود والمواثيق وإلا فلن نكون ديكوراً في السلطة تتخذ القرارات فيها من دون مشورتنا".