تصاعدت المواجهات العسكرية في إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان أمس، إذ أعلن الجيش السوداني صد هجوم للمتمردين في الجنوب، واعداً ب «انتصارات كبيرة خلال ساعات»، وذلك تزامناً مع زيارة مفاجئة لوزيري الدفاع والأمن في جنوب السودان إلى الخرطوم أمس، حاملين رسالة من الرئيس سلفاكير ميارديت الى نظيره السوداني عمر البشير. وأعلن قائد الفرقة 16 في الجيش السوداني من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور اللواء السر حسين بشير، صد هجوم من «حركة تحرير السودان» المتمردة بقيادة مني أركو مناوي، على منطقة نتيقة. وقال لدى تفقده المنطقة، إن قواته كبّدت المتمردين خسائر فادحة في الأرواح. وذكر بشير أن الجيش استولى على كمية كبيرة من العتاد وسيارات الدفع الرباعي. وأضاف انه وقع اتفاق سلام مع القائد الميداني الزاكي موسى ماردي قائد مجموعة منشقة عن «حركة تحرير السودان» جناح عبدالواحد نور، موضحاً أن ماردي انضم لعملية السلام مع مقاتليه ال600. وفي الخرطوم، أكد وزير الدفاع الفريق يحي محمد خير، أن الساعات القادمة ستشهد «انتصارات كبيرة» للجيش السوداني، وقال: «سنكون غصة في حلوق المتمردين والحركات المسلحة والقابعين في الفنادق لتنفيذ أجندة خارجية. حتى لو جاؤوا بأميركا وإسرائيل فنحن موجودون». وقال محمد خير خلال مخاطبته متطوعين سابقين في أم درمان، إن رسالته إلى كتيبة «أسد الله» المتحركة إلى دارفور «لدك حصون الخونة والمأجورين»، هي: «اكسح، وامسح» أي ضرب المتمردين بلا رحمة ومسح وجودهم. من جهة أخرى، وصل إلى الخرطوم أمس وزير الدفاع في جنوب السودان كول مانيانج جوك، ووزير الأمن أوبوتي مامور، ناقلين رسالة إلى البشير من سلفاكير تتعلق بتطورات الأوضاع في الجنوب وتفعيل اتفاقيات التعاون المشترك. وكشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» عن أن جوبا تتهم عناصر في الخرطوم بدعم زعيم المتمردين رياك مشار، وفي المقابل تتهم الخرطوم حكومة سلفاكير بدعم «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور، التي تقاتل إلى جانبها بمواجهة المتمردين. إلى ذلك، طالب أعضاء مجلس الأمن جنوب السودان، بسحب جيشه من منطقة أبيي فوراً، داعين السودان إلى سحب شرطته من حقل دفرا النفطي (شمال أبيي) المتنازع عليه. وقدم وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو ومبعوث الأممالمتحدة إلى السودان وجنوب السودان هايلي منغريوس، إحاطة لمجلس الأمن حول الوضع في السودان وجنوب السودان بموجب القرار 2046 إضافة إلى الوضع في أبيي. وحض أعضاء المجلس الخرطوموجوبا على إعادة نشر قوات البلدين خارج منطقة أبيي، على اعتبار أنها منطقة خالية من السلاح، ما يتطلب نزع سلاح المليشيات فوراً.