جوبا، الخرطوم، باريس - أ ف ب، رويترز - تظاهر مئات من المؤيدين لاستقلال جنوب السودان الجمعة في شوارع جوبا، كبرى مدن الجنوب، قبل ستة أشهر من الاستفتاء الذي سيقرر فيه سكان الجنوب الانفصال عن السودان أو البقاء ضمنه. وتحدى المتظاهرون المطر وساروا في وسط جوبا وهم ينشدون أغنيات تدعو إلى استقلال جنوب السودان المنطقة الشاسعة المتخلفة اقتصادياً ولكن الغنية بالموارد الطبيعية والتي يفترض أن يقرر سكانها في كانون الثاني (يناير) المقبل البقاء ضمن السودان أو الانفصال عنه. وقال دانييل دينق الطالب المشارك في التجمع: «نريد التأكد من انه لن يتم تأجيل التصويت وأن يتم القيام بما لا يزال يتعين فعله في شكل جيد». والكثير من المشاركين في التظاهرة هم من أعضاء مجموعة «الشباب من أجل الانفصال» وارتدوا قمصاناً تحمل شعارات تؤيد الانفصال. وقال ايوت دينق الذي ساعد في تنظيم تجمع للنساء يدعم التصويت السلمي: «علينا أن نتأكد من أن الاستفتاء سينظم في التاريخ المحدد. يجب أن ينظم الاستفتاء السلمي الذي سيحتفي به سكان جنوب السودان». وخلال الفترة التي تسبق الاستفتاء يتعين التفاوض على مسائل محورية بين الشمال ذي الغالبية المسلمة والجنوب ذي الغالبية المسيحية مثل تقسيم الثروة النفطية والقضايا ذات العلاقة بالمواطنة. وجاء ذلك في وقت قال وزير في حكومة جنوب السودان أمس إن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت سافر إلى العاصمة الكينية نيروبي لإجراء فحوص طبية بعد معاناته من الإجهاد. وقال كوستي مانيبي وزير شؤون الحكومة في الجنوب ل «رويترز»: «لقد كان السبب الإجهاد. كان يشعر فقط أنه ليس على ما يرام لكن ليس هناك شيء محدد. أجرى بعض الفحوص هناك (في نيروبي). كل شيء على ما يرام. إنه يحتاج إلى بعض الراحة فقط... يجب ألا يقلق الناس مطلقاً». وقال مانيبي إن سلفاكير غادر جوبا عاصمة جنوب السودان الاسبوع الماضي ومن المقرر أن يعود إليها مرة أخرى يوم الأحد. وتتبقى اليوم الجمعة ستة أشهر بالضبط على البداية المقررة للاستفتاء الذي يقرر مصير الجنوب وما إذا كان سيبقى جزءاً من السودان أم سينفصل عنه ليصبح دولة مستقلة. ومن المقرر أن يلتقي نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار وقادة كبار في الجنوب مع نظرائهم الشماليين اليوم السبت في الخرطوم في البداية الرسمية للمحادثات في شأن كيفية اقتسام عائدات النفط بعد الاستفتاء وموضوعات أخرى. وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الجمعة إن عبدالواحد نور الذي يقود إحدى حركات التمرد في دارفور ويقيم في فرنسا، بات يؤيد جهود السلام الجارية لإنهاء النزاع في الإقليم الواقع غرب السودان. وقال كوشنير الذي التقى عبدالواحد نور رئيس «حركة تحرير السودان» الخميس: «أكد عبدالواحد نور خلال لقائنا مساء الخميس في وزارة الخارجية رغبته بالمشاركة في عملية السلام الخاصة بدارفور، بصورة شخصية وعبر ممثلين». وأضاف كوشنير أن «هذا الموقف الجديد الذي يتخذه رئيس حركة تحرير السودان هو ثمرة أشهر من المحادثات التي أجرتها وزارة الخارجية مع عبدالواحد نور. يسعدني انه اختار السلام في نهاية المطاف». وكانت حركة عبدالواحد نور ترفض المشاركة في مفاوضات السلام الجارية في الدوحة برعاية قطر. وقال كوشنير: «أشجع أعضاء حركة تحرير السودان على توحيد صفوفهم على أساس هذا الموقف ولعب دور بناء من أجل السلام في دارفور سواء ميدانياً أو في الدوحة. آن الأوان لإنهاء الوضع المأسوي الذي يعاني منه سكان دارفور».