قالت مصادر سودانية مشاركة في مفاوضات فصائل دارفور في القاهرة إن مصر قدمت «اقتراحاً شاملاً» لهذه الفصائل من أجل توحيدها سقفه الأعلى «تشكيل جبهة اندماجية موحدة تنتقل قيادتها بين الفصائل في شكل دوري». واختتم «ملتقى القاهرة لدعم وحدة الصف الدارفوري» أعماله مساء أمس بمشاركة «حركة/جيش تحرير السودان (قيادة الوحدة)»، «الجبهة المتحدة للمقاومة»، «حركة/ جيش تحرير السودان (وحدة جوبا)»، «حركة العدل والمساواة» (جناح إدريس أزرق)، «جبهة القوى الثورية المتحدة»، «الجبهة الشعبية الديموقراطية للعدالة والتنمية»، و«حركة جيش تحرير السودان» (الخط العام). وحرص وكيل جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر قناوي في كلمته خلال الجلسة الختامية على نقل تحيات رئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان وتمنياته بنجاح هذه الفصائل والتوفيق بينهم. وقال قناوي «إننا نرحب بجلسات قادة هذه الفصائل في ليبيا وإننا في انتظار أن تصل إلى ما يحقق وحدة صفكم في إطار السودان الموحد». وأكد أن الملتقى هو ملتقى للسلام ووحدة أبناء دارفور «حتى يمكن التحدث مع الحكومة السودانية في سلام يدوم في ربوع السودان ... نتحدث هنا فقط عن السلام». وذكر البيان الختامي للملتقى أن الجانب المصري قدم خريطة طريق لتوحيد الصف الدارفوري في شكل مقترح حده الأعلى تحقيق الوحدة التنظيمية للحركات كافة وحدّه الأدنى توحيد الرؤية السياسية والمواقف التفاوضية للحركات في إطار تفاوضي مشترك. وأضاف البيان أن الحركات الدارفوية «بنت رؤاها في هذا الشأن سواء في ما يتعلق بحده الأعلى أو الأدنى، على أن يتم معاودة الالتقاء مع هذه الحركات مرة أخرى بعد دراسة الرؤى المطروحة، وقد يعقد هذا اللقاء الجديد في غضون الشهر المقبل». وأشار البيان الختامي إلى أن المناقشات خلال الملتقى تمت في مناخ إيجابي ساده التفاؤل «وهو ما يعكس وجود واقع يؤكد الرغبة الحقيقية في توحيد الصف وجمع الكلمة من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل لقضية دارفور». وقال الأمين العام لحركة جيش تحرير السودان (الخط العام) مختار عبدالكريم آدم ل «الحياة» إن القاهرة عرضت على الفصائل اقتراحاً شاملاً لتوحيد عمل الفصائل سقفه الأعلى تكوين «جبهة اندماجية يتولى كل فصيل قيادتها في شكل دوري» وسقفه الأدنى الاتفاق على رؤية سياسية واحدة يعمل وفقاً لها كل فصيل على حدة، موضحاً «أن الفصائل ما زالت تدرس هذا الاقتراح وستدور في شأنه مناقشات معمقة». وأضاف أن الاقتراح المصري يؤكد أن تشتت الفصائل يقف عائقاً أمام التوصل إلى حل لأزمة دارفور وأن المسؤولين المصريين يعملون مع مختلف الفصائل من أجل تحقيق وحدتها أو على الأقل وحدة توجهها. وأوضح أن الفصائل لا تمانع في تبني المقترح المصري «لكن المشكلة في الهيكل التنظيمي لمثل هذا الكيان الاندماجي وأيضاً في سبل انتقال القيادة وآلياتها ومدى ولاية هذا الكيان على الفصائل»، وحرص على تأكيد أن الاتفاق على مثل هذه الخطوات لن يكون خلال يومين أو ثلاثة، إذ ستتابع المفاوضات بين الفصائل بوساطة مصرية وليبية، لافتاً إلى أن مصر وليبيا تنسقان في هذا الشأن. في غضون ذلك، قالت مصادر مصرية إن الجهد المصري لا يتوقف عند الفصائل المتواجدة في القاهرة بل يمتد إلى مختلف الأطراف المحلية والإقليمية الفاعلة في دارفور، مشيرة في هذا الصدد إلى أن كبير مساعدي الرئيس السوداني رئيس السلطة الانتقالية لدارفور مني أركو مناوي استقبل أول من أمس القنصل المصري العام في الخرطوم أيمن بديع الذي سلّم مناوي خطاباً مكتوباً من القيادة المصرية يشرح التحرك الحالي للقاهرة تجاه أزمة دارفور والجهود المبذولة مع حركات دارفور المسلحة لتوحيدها والدور الذي تتطلع مصر إلى أن يمارسه مناوي في هذا الصدد بصفته القيادية في دارفور وعلاقاته مع معظم قيادات حركات دارفور. في غضون ذلك، بحث الرئيس السوداني عمر البشير مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في آخر مستجدات الأوضاع في السودان والدور الذي يمكن أن تلعبه جامعة الدول العربية في حل قضايا السودان كافة سواء قضية الجنوب أو دارفور أو الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية. وناقش البشير، الموجود في مصر منذ ثلاثة أيام ويحضر قمة عدم الانحياز في منتجع شرم الشيخ اليوم وغداً، مع موسى الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية في دفع مسيرة السلام في دارفور من خلال الجهود المباشرة التي يقوم بها الأمين العام أو من خلال اللجنة العربية - الأفريقية المشتركة التي تقود مفاوضات في دارفور حالياً. وكان لافتاً مشاركة البشير إلى جانب الرئيس حسني مبارك في عرضين عسكريين لتخريج طلاب كلية الشرطة والكلية الجوية. وفي لندن، تلقت «الحياة» بياناً من «حركة/جيش تحرير السودان» قيادة أحمد عبدالشافع (وحدة جوبا) نفت فيه مشاركتها في الاجتماعات في القاهرة. وقال الهادي إدريس أمين الشؤون السياسية في الحركة إنها «لم تكن طرفاً في اجتماعات القاهرة»، معتبراً «ان زيارة (الرئيس) البشير للقاهرة في وقت يتزامن مع هذا الاجتماع، في تقديرنا، يأتي في سياق دعم القاهرة الصريح للبشير في مواجهة أمر القبض الصادر ضده من المحكمة الجنائية الدولية». وفي الخرطوم (رويترز)، قال وزير سوداني أمس إن خاطفي موظفتي اغاثة في منطقة دارفور طالبوا بفدية قيمتها مليونا دولار للإفراج عنهما. وخطف مسلحون الموظفتين في منظمة «جول» الإرلندية للإغاثة في الثالث من تموز (يوليو) الجاري.