سجل مئات من شباب سامراء اسماءهم للعمل في مشروع إعادة إعمار المرقدين العسكريين اللذين طاولهما الإرهاب، ما تسبب باندلاع أزمة أمنية طائفية لم تزل تتفاقم حتى اليوم. ورصدت رئاسة الوزراء حوالي مليوني و400 ألف دولار لإعمار مدينة سامراء، فضلاً عن مبلغ 8 ملايين دولار منحة من اليونيسكو لإعمار مرقد الإمامين العسكريين بعد عطلة عيد الفطر المبارك. وأوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الإعمار حقي الحكيم أن"لجنة إعادة إعمار الروضتين تعرفت إلى ما لحق بهما من دمار، إضافة إلى اجراء مسوحات ميدانية للمرقد، للبدء بتنفيذ المرحلة الأولى المتضمنة إزالة ما هو متهدم من الصحن وكشف الأساسات وإعداد التصاميم". وأضاف ان"الحملة تشمل تبليط شوارع وبناء مدارس ومراكز صحية ومحطات توليد كهرباء ومحطات للمياه ومرافق سياحية ومرافق خدمية، فضلاً عن الخدمات البلدية". وعن إعمار مرقد الإمامين العسكريين قال إن"المرحلة الأولى ستبدأ بعد عطلة عيد الفطر وتستمر عشرة أشهر، يتم خلالها رفع الانقاض واجراء المسوحات، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية". وتعرضت القبة الذهبية لمرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري لتفجيرين: الأول في 22 شباط فبراير 2006 وأدى إلى انهيار القبة الذهبية، والثاني منتصف حزيران يونيو الماضي أدى إلى انهيار ما بقي من المئذنتين. وكان محمد جليل، المسؤول في منظمة اليونيسكو، أعلن"أن شركة تركية ستبدأ عمليات إعادة إعمار ضريح الأماميين بعد شهر رمضان". وأضاف أن"كل الأيدي العاملة ستكون من سكان المدينة، فيما سيكون خبراء الإعمار من الأتراك والمهندسين العراقيين الذين تم تدريبهم في اليونيسكو". وأوضح أن"الحكومة ستكون المسؤولة عن توفير الأمن". وأعرب أهالي مدينة سامراء عن فرحتهم بإعادة إعمار الروضة العسكرية وإناطة العمل بهم، إذ يعاني غالبية أبنائها من البطالة. وأكد بعضهم ان إعمار سامراء يشكل فرصة لتطبيع الأوضاع الطائفية في البلاد وفتح الأبواب لمصالحة وطنية شاملة تطوي صفحة الخلافات والتناحرات.