تواصلت حملة الاستنكار للاعتداء الذي دمر مرقد الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء وتداعياته، فيما أخذ أهالي المدينة إعادة ترميم المرقد على عاتقهم بعد رفضهم أن تتولى ذلك"أي جهة داخلية أو خارجية، شخصية أو حكومية". وعلمت"الحياة"ان شيوخ ووجهاء العشائر في سامراء اتفقوا مع الوقف السني الذي يرأسه احمد عبد الغفور السامرائي على"تولي أهالي المدينة تدبير نفقات إعمار المرقد وإعادة تأهيله كون المرقد يقع ضمن مدينتهم وهم أولى بهذه المهمة"حسب ما قال شيخ قبيلة البوباز في المدينة. وأشار مصدر في سامراء الى"ان شيوخ العشائر في المدينة بدأوا جمع تبرعات وصلت الى 100 مليون دينار عراقي 68 ألف دولار أميركي فضلاً عن تبرعات من اهاليهم المقيمين في السعودية بمبلغ 100 مليون دينار عراقي ومبالغ أخرى سيتم جمعها من جانب الوقف السني". في غضون ذلك، حضت احزاب عراقية في كركوك شمال العراق العراقيين وعلماء الدين والحوزة العلمية في النجف الاشرف على مزيد من تهدئة الاوضاع و"بث روح الاخوة"بين"ابناء البلد الواحد"داعين الى الوقوف ضد ما اسموه"بفتنة المذاهب"عملياً وضرورة استيعاب الازمة التي اشعلتها التيارات التكفيرية في البلاد. ووصفت الاحزاب العربية والكردية والتركمانية موقف الحكومة العراقية من الأزمة بأنه"مشرف"، وقال الناطق باسم"جبهة الاحزاب العربية"في كركوك محمد خليل سني ان"اهالي كركوك يرفضون بشدة الاعتداءات على مراقد الائمة"، ولفت الى"ان التيارات السياسية الاسلامية السنية والشيعية اجمعت على ضرورة الوقوف بوجه الفتنة الطائفية". وندد ممثل التيار الصدري في المدينة ابو اسماء ب"الاعتداءات التي طاولت مساجد اخواننا السنة"ودعا الى"التحقيق في تلك الاعتداءات التي تقف وراءها ايدٍ خبيثة ليست عراقية". ودعا الشيخ عبد الكريم زنكنة، خطيب جامع داروغا في السليمانية، العراقيين الى"وقف الاعتداءات التي طالت مساجد السنة في بغداد"محذراً من ان"تدمير الاضرحة المقدسة في سامراء يهدف الى اشعال حرب طائفية في وقت تسعى فيه الكتل السياسية الى اتفاق على تشكيل حكومة وطنية". الى ذلك، أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى اتصالاً هاتفياً بالرئيس العراقي جلال طالباني ناشده خلاله"العمل على تهدئة الأوضاع في العراق للحفاظ على وحدة شعبه وتفويت الفرصة أمام كل من يسعى لخلق فتنة بين طوائف المجتمع العراقي". وكان موسى أعرب عن"القلق البالغ إزاء التطورات الخطيرة التي شهدها العراق أخيراً وعلى رأسها العمليات التي استهدفت المزارات الإسلامية والمساجد والعلماء والائمة والإعلاميين". في غضون ذلك، اعرب المدير العام ل"اليونيسكو"كويشيرو ماتسورا في بيان عن صدمته وقلقه بعد تفجير مرقد الإمام علي الهادي والخسائر البشرية الناجمة عن"اعمال العنف"كما دان"تخريب عشرات المساجد السنية والكنائس المسيحية". واعتبر ان تدمير دور العبادة"اهانة للبشرية جمعاء وانتهاك للمعايير الدولية"مشدداً على ان اليونيسكو"مستعدة"للعمل مع السلطات العراقية"على حماية الارث التاريخي والروحي والثقافي لمواقع مثل سامراء". واكد ان مدينة سامراء"من اهم المواقع الاسلامية". كما ندد اتحاد الصحافيين العرب ب"محاولة اشعال الفتنة الطائفية في العراق بين السنة والشيعة"واستنكر في بيان"جرائم قتل الصحافيين والمدنيين الابرياء وتفجير المساجد والمراقد المقدسة". ولفت الى ان"ما شهدته الساحة العراقية خلال الأيام الأخيرة يقدم دليلاً جديداً على ان بقاء قوات الاحتلال الاميركي هناك يشعل المقاومة المسلحة ويحرض على الاقتتال الأهلي ليجد مبرراً لاستمرار احتلاله العراق". وفي لندن، وبدعوة من بعض المراكز الاسلامية سارت تظاهرة أمس استنكاراً للاعتداء على مرقد الامامين.