إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - قتل 65 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وجرح 112 آخرين في هجوم انتحاري استهدف أمس مقر الإدارة المحلية في قرية ياكاغوند إقليم مهمند القبلي (شمال غربي البلاد) المحاذي للحدود مع أفغانستان، حيث صعدّت قوات الأمن هجماتها على متشددي حركة «طالبان باكستان» في الأسابيع الأخيرة. وفجر الانتحاري الذي استقل دراجة نارية نفسه أمام البوابة الحديد للمقر بعدما منعه رجال الأمن من التقدم الى الداخل حيث تجمهر نازحون من مناطق القتال المندلع بين قوات الأمن والمتشددين، للحصول على معونات تتضمن خصوصاً مواد غذائية وكراسٍ نقالة لمقعدين. وألحق الانفجار أضراراً بمبنى المقر ومتاجر مجاورة وكذلك بحائط سجن، ما سمح بفرار 28 موقوفاً معظمهم مدانون بارتكاب جنح. وصرح رئيس الإدارة المحلية رسول خان بأن الاعتداء استهدف اجتماعاً مقرراً لزعماء قبليين في مكتبه الذي لم يكن موجودا فيه. وتحمّل السلطات حركة «طالبان باكستان» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» مسؤولية تنفيذ نحو 400 اعتداء معظمها انتحاري في أنحاء البلاد، وخلفت حوالى 3500 قتيل في السنوات الثلاث الأخيرة، فيما تعتبر مناطق القبائل معقل «طالبان باكستان» وأبرز ملاذات «القاعدة» في العالم والقاعدة الخلفية ل «طالبان» الأفغانية. ووعدت الحكومة الباكستانية هذا الأسبوع بعقد مؤتمر وطني لم تحدد تاريخه لتحسين مكافحة الإرهاب بعدما خلف اعتداء انتحاري مزدوج استهدف مزار شيخ صوفي في لاهور الأسبوع الماضي 43 قتيلاً وأكثر من 170 جريحاً، في وقت نفت «طالبان» ضلوعها في الاعتداء، معلنة أن هجماتها لا تستهدف إلا الجيش والشرطة والسلطات. وفي 28 أيار (مايو) الماضي، قتل أكثر من 80 شخصاً في هجمات متزامنة نفذها انتحاريون مدججين بالسلاح على مسجدين للطائفة الاحمدية في لاهور. على صعيد آخر، أعلن الجيش مقتل حوالى 12 متشدداً، بينهم قائد مهم، في غارات جوية نفذتها طائراته الحربية على مخابئ في منطقة أوراكزاي القبلية (شمال غرب)، حيث تتواصل منذ 3 أشهر العملية العسكرية الواسعة ضد المسلحين، ما أدى بحسب مصادر أمنية الى مقتل 1500 مسلح وتدمير أكثر من 170 مخبأ لهم. في المقابل، خطف متشددون مهندسين اثنين يعملان في مشروع للمياه في إقليمجنوب وزيرستان القبلي أيضاً. وفي أفغانستان، قتل جندي بريطاني في انفجار لغم بمنطقة سانغين في ولاية هلمند (جنوب) الذي سينتقل الإشراف عليه خلال ثلاثة اشهر الى القوات الأميركية، ما رفع الى 314 عدد القتلى البريطانيين في البلاد منذ إطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001. ويؤكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون رغبته في إعادة القوات البريطانية الى البلاد خلال خمس سنوات، من دون أن يحدد جدولاً زمنياً.