أوضح مصدر ديبلوماسي فرنسي ل "الحياة" في باريس أمس، ان سياستها تجاه الملف النووي الإيراني تندرج في إطار أملها بأن تؤدي سياسة"الجزرة والعصا"الى وقف طهران البرنامج النووي. وأشار إلى أن"إيران تعيش على عائداتها النفطية المرتفعة، لكن وضعها الاقتصادي والتضخم ومستوى الأجور والبطالة، مشكلات تجعل الاقتصاد الإيراني في وضع سيئ"، نتيجة الضغوط الاقتصادية على المصارف العالمية للحؤول دون التعامل معها. واعتبر المصدر أن الخيار الوحيد أمام فرنسا وأوروبا هو تشديد العقوبات على إيران والاستمرار في التفاوض معها في آن معاً، في حال لم توقف برنامجها النووي، باعتبار أن الإدارة الأميركية وإسرائيل لن تسمحا بتحوّلها قوة نووية. وتوقّع ان تقدم واشنطن على"خطوة"في المجال العسكري ضد إيران العام المقبل، إذا استنفدت جهود التفاوض. وفيما بدأ وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات خلف أبواب مغلقة في العاصمة الإيرانية للحصول على توضيحات في شأن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، كشفت وكالة"فارس"للأنباء الإيرانية نجاح خبراء إيرانيين في صنع"قنبلة ذكية"جديدة بعيدة المدى، وزنها ألفا رطل. في باريس، قال المصدر الفرنسي ل"الحياة"ان"العقوبات الحالية على إيران غير كافية، ولا بد من المضي في الضغط اقتصادياً، والسعي مثلاً الى النظر في منع نشاط مصارف إيرانية في أوروبا". وذكر انه اذا أُضيفت اسماء جديدة الى لائحة الإيرانيين الممنوعين من السفر الى أوروبا، قد يكون لذلك تأثير أكبر في حض طهران على وقف برنامجها النووي، وتجنب ضربة عسكرية تكون نتائجها كارثة على المنطقة. وأكد أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، مقتنع بأن طهران لن توقف برنامجها النووي، وأن استراتيجية مطالبتها بوقف التخصيب"خاطئة". لكن المصدر ذاته اعتبر ان التخلي عن طلب تعليق التخصيب، قد يؤدي الى تسريع ضربة عسكرية لإيران، لأن"مؤيدي القوة في الولاياتالمتحدة، يردعهم الخيار الديبلوماسي، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ترد على منتقديها بأن الديبلوماسية ناشطة، وأن الأوروبيين حازمون في دعمهم الولاياتالمتحدة". واعتبر انه في حال تحوّل الموقف الأوروبي الى الليونة،"لن تعود هناك أي حجة لمنع الخيار العسكري، وحل هذه المسألة يعود فعلياً لواشنطنوطهران". وحدّد عام 2008 موعداً لإقدام الإدارة الأميركية على خطوة معينة في هذا الشأن. ورأى المصدر ان"الإيرانيين لا يبالون بالعقوبات الدولية، ويتقدّمون في البرنامج النووي بسرعة أقل مما يدعون". "قنبلة ذكية" في غضون ذلك، كشفت وكالة"فارس"نجاح خبراء إيرانيين في مجال الدفاعات العسكرية، في صنع"قنبلة ذكية"جديدة بعيدة المدى، وزنها ألفا رطل. وأفادت إن طهران حصلت على تقنية تصميم القنابل"الذكية"وصنعها في شكل مكثف، ولديها دقة وقوة عاليتان، مشيرة إلى أن هذه القنابل، وبينها قنبلة"قاصد"تعتبر أحد الإنجازات التي حققها خبراء الدفاع في إيران. وأضافت أن"قاصد"التي تتميز بجهاز توجيه"ذكي"بعيد المدى، تطلق من الجو مع الاستعانة بالتقنية الحديثة. كما أشارت الوكالة الى ان إيران تمكّنت، بعد الإنتاج المكثف لقنابل"قاصد"، من صنع نوع جديد من القنابل"الذكية"أطلقت عليها"قدر"، بإمكانها ان توفر احتياجات القوة الجوية من الأسلحة المتطورة. في الوقت ذاته، بدأ وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات في طهران، للحصول على توضيحات عن اجهزة الطرد المركزي في منشآت ناتانز من طرازي"بي1"و"بي 2"ومصدر التلوث باليورانيوم العالي التخصيب في تلك الأجهزة، إضافة إلى درس خطط إيران لبناء تلك الأجهزة وتطويرها. وتؤكد طهران أنها تملك نحو ألفي جهاز طرد مركزي، أعلنت تشغليها في منشآت ناتانز. ويفترض ان تكون الجولة الحالية من المحادثات الأخيرة بين الطرفين، بموجب في اتفاق الاطار الذي وقّع بين الجانبين في 21 آب اغسطس الماضي في طهران، وسيكون لها أثر كبير على مسار التقرير الذي سيقدمه البرادعي الى مجلس الأمن الشهر المقبل.