أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن ايران ركّبت أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متطور في منشأة ناتانز، معززة قدرتها على تخصيب اليورانيوم، ما يثير قلق الغرب من احتمال سعي طهران إلى صنع قنبلة نووية. وفي أول تقرير فصلي عن الملف النووي الإيراني منذ انتخاب حسن روحاني رئيساً، أشارت الوكالة إلى جولة محادثات مقررة مع ايران في 27 أيلول (سبتمبر) المقبل، في مقر الوكالة في فيينا، ستكون الحادية عشرة بين الجانبين منذ عام 2012. وتسعى الوكالة إلى التحقّق من أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني، وتطالب بالسماح لمفتشيها بدخول مجمّع «بارشين» العسكري قرب طهران الذي تشتبه في أن ايران نفذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح ذري. ووَرَدَ في تقرير الوكالة أن إيران ركّبت في ناتانز 300 جهاز جديد للطرد من طراز «آي آر-2 أم» الحديث، ما رفع عدد هذه الأجهزة إلى 1008، لم تُشغّل بعد. ولفت التقرير إلى أن إيران مهّدت لتركيب نحو ألفي جهاز طرد مركزي من الطراز ذاته، وهي قادرة على تعزيز معدل التخصيب ثلاث أو أربع مرات. كما رفعت عدد أجهزة الطرد القديمة إلى أكثر من 15 ألفاً، وشغلت غالبيتها. ولاحظ التقرير أن مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، ارتفع قليلاً إلى 186 كيلوغراماً، بعدما كثفت استخدام كميات منه في إنتاج وقود يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. ويعتقد خبراء بأن صنع قنبلة نووية يتطلب 240 إلى 250 كيلوغراماً من اليورانيوم المرتفع التخصيب. وأفاد التقرير أن إيران بدأت إنتاج وقود نووي لمفاعل البحوث في آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، لكنها أرجأت تدشينه إلى ما بعد الموعد المقرر في الربع الأول من عام 2014، لأسباب لم تحددها. ويثير هذا المفاعل قلق الغرب، إذ قد يؤمّن لإيران بلوتونيوم يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية. وقبل ساعات من إصدار الوكالة تقريرها، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «العالم واثق من أن ايران لا تنوي امتلاك أسلحة نووية». أما روحاني فأكد أن «الشعب الإيراني سيصمد أمام العقوبات ولن يتخلى عن حقوقه المشروعة، على رغم ضغوط الأعداء». وأضاف خلال لقاء للحكومة مع مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي: «أثارت العقوبات مشكلات معيشية للمواطنين، لكن هذه الضغوط ستزيد الكراهية التاريخية من الشعب للدول الفارضة للعقوبات، خصوصاً الغرب». وشدد على أن حكومته «ستستخدم دولياً لغتَي التعايش السلمي والمقاومة والصمود». واعتبر خامنئي أن روحاني «رئيس منشود وموثوق، يتمتع بماضٍ نضالي وتاريخ ثوري لامع»، مذكراً ب «موقفه الصحيح خلال العقود الثلاثة الماضية». وأبرز أهمية «الحكمة والعقلانية»، منبهاً إلى وجوب «الامتناع عن توقّع صداقة من الخصم».