باريس، واشنطن – أ ب، رويترز، ا ف ب – أعلنت ايران امس، ان محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي زار طهران الأحد الماضي، «أشاد» بتعاونها في المجال النووي، مشيرة الى عزمها صنع أجهزة حديثة للطرد المركزي تُستخدم في المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي ان «البرادعي اشاد بتعاون ايران» اثناء زيارته طهران الأحد الماضي. ورداً على سؤال حول موقف البرادعي مما اوردته صحيفة «نيويورك تايمز» حول وثيقة سرية تمتلكها الوكالة الذرية تفيد بأن ايران حصلت «على المعرفة الكافية التي تمكّنها من تصميم وصنع» قنبلة ذرية «قابلة للاستخدام»، أجاب قشقاوي ان «البرادعي أكد خلال لقائه رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ان وكالته لا تتخذ مواقفها وقراراتها بناءً على ما تطرحه وسائل الاعلام من مزاعم وتحليلات وتوقعات، بل بناءً على الوثائق والمستندات». واضاف قشقاوي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي ان «هذه المزاعم تُطرح باستمرار، لكن ايران تواصل العمل في نشاطاتها النووية السلمية، وأكدت مراراً انها شفافة وسلمية»، موضحاً: «لا بعد عسكرياً للنشاطات النووية الإيرانية. كيف يمكننا اثبات عدم وجود أمر ما؟ هذا لا يمكن إثباته. ولا سلاح نووياً» في إيران. وشدد على ان محادثات جنيف مع الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني، «لم تتطرق بأي شكل الى الحقوق النووية المطلقة لايران». وقال ان «ايران طلبت من الوكالة الذرية تزويدها اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، بوصفه وقوداً لمفاعل طهران النووي للبحوث، والذي يؤمن حاجة القطاع الطبي الى المواد المشعة». وفي اشارة الى محادثات جنيف، قال قشقاوي: «لا يمكننا الحكم على المستقبل، لكننا نعتقد ان (المفاوضات) ايجابية لأنها تمضي قدماً. لا نرى سبباً لأن نكون متشائمين. نحن نمضي قدماً وفق مقاربة ايجابية». أما صالحي فقال إن ايران تسعى الى صنع اجهزة للطرد المركزي اكثر تطوراً من تلك المستخدمة في منشأة ناتانز، بغية الاستفادة منها في منشأة قم. وكان البرادعي قال ان ايران وافقت على زيارة مفتشين دوليين منشأة قم في 25 الشهر الجاري، «لنتأكد بأنفسنا انها للاغراض السلمية». واعتبر ان «العلاقة بين إيران والقوى العالمية تتحول من التآمر إلى الشفافية والتعاون»، نافياً تقرير «نيويورك تايمز» حول القدرات النووية الايرانية. وقال: «ليست لدينا أية معلومات عن صنع مكونات اسلحة ذرية. لدينا مخاوف، لكننا لسنا في حالة فزع من البرنامج النووي الايراني». في واشنطن، لم يؤكد الجنرال جيمس جونز مستشار الامن القومي الاميركي تقرير «نيويورك تايمز». وقال لقنوات تلفزيونية أميركية: «سواء كانوا يعرفون كيف يصنعونها (الاسلحة النووية) ام لا يعرفون، فهذه إلى حد ما مسألة تكهنات، لكن ما نراقبه هو نياتهم ونحن قلقون في شأنها». ورداً على سؤال عما اذا كانت ايران اصبحت أقرب الى صنع قنبلة ذرية، اجاب جونز: «لا، نحن متمسكون بالتقارير التي نشرناها». واشار الى ان «جلوس الايرانيين على طاولة المفاوضات، وإظهارهم على ما يبدو درجة من التعاون، هو أمر جيد. ما حدث في ما يتعلق بإيران في الاسبوعين الأخيرين، كان له مغزى كبير جداً. الأمور تتحرك الآن في الاتجاه الصحيح». لكنه شدد على ان المحادثات «لن تكون مفتوحة». في السياق ذاته، رحب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ب «الانفتاح الصغير» الذي أبدته ايران خلال محادثات جنيف التي اعتبرها «بناءة جداً». وقال: «اعتقد ان الاحتجاج الشعبي في ايران ليس بعيداً عن هذا الأمر». واضاف: «نحن مستعدون للكف عن الحديث عن العقوبات، لكننا في حاجة الى مناقشة ما ندعوه لبّ الموضوع، وهو هل تخصيب اليورانيوم خطر أم لا؟». واشار كوشنير الى «عنصر جديد» يتمثل بوجود «تهديد اسرائيلي يجب ان يزيد من رغبتنا بتهدئة التوتر. نحن نسعى الى السلام ولا نريد مزيداً من التعقيدات في الشرق الاوسط. لا بد من أخذ التهديد الإسرائيلي على محمل الجد تماماً». ورأى ان الحركات المتطرفة العربية ترى في شخصية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد «تشي غيفارا او روبن هود»، مضيفاً أن «الشارع العربي ينظر الى (نجاد) بوصفه الرجل الذي لا يخاف».