اعرب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس عن اسفه لاستمرار التصعيد الاعلامي بين "فتح" و "حماس"، مشدداً على ضرورة انهاء مظاهر التوتر والاحتقان. في وقت شيع فيه الفلسطينيون قتلاهم الذين سقطوا اول من امس وسط هدوء حذر ومقتل رجل الدين عادل نصار، الذي كان ينتقد حركة"حماس". وذكر ان مسلحاً مقنعاً قتل نصار في موقف قريب من مسجد في غزة بعد صلاة الجمعة. وقال هنية للصحافيين، بعد صلاة ظهر الجمعة في مسجد قرب منزله في مخيم الشاطئ في غزة، ان"من الضروري انهاء التصعيد الاعلامي، الذي لا يزال للاسف مسموعاً حتى بعد اتفاق الرئيسين"في اشارة الى الاذاعات المحلية التابعة للفصائل التي تبث في قطاع غزة. وشدد هنية على ما تم الاتفاق عليه الخميس حول"ضرورة انهاء مظاهر التوتر والاحتقان ... وعدم السماح بانتقال هذه الاحداث الى الضفة الغربية لان اي انتقال لها مشبوه". وقال هنية"علينا ان نعزز وحدتنا ونتحرك لوأد الفتنة وعدم ارتفاع لهيب النار". واكد انه يريد"مناخات افضل للشروع في حوار شامل يناقش جميع القضايا بينما لا نزال نعاني من الاحتلال ... المعركة ليست داخلية انما مع الاحتلال الاسرائيلي". واوضح هنية ان الحوارات"تبدأ عندما ينتهي التوتر". وكان قتل ثمانية فلسطينيين، بينهم العميد محمد غريب الخميس والجمعة، في اشتباكات مسلحة بين عناصر من حركتي"فتح"و"حماس". وشارك الاف الفلسطينيين في تشييع سبعة من عناصر"فتح"بينهم العميد غريب المسؤول في جهاز الامن الوقائي، قتلوا في اشتباكات الخميس مع عناصر من"حماس"في جباليا في شمال قطاع غزة. وانطلقت الجنازة من مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا باتجاه منازل القتلى في جباليا. وقبل نقل الجثامين الى المقبرة، توجه المشيعون بعد الصلاة في مسجد العودة وسط المخيم الى منزل العميد غريب، الذي احرقت واجهته واصيب بدمار كبير بفعل القذائف التي اطلقت عليه خلال عملية اقتحامه مساء الخميس. وردد المشيعون هتافات ضد"حماس"والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، التي غالبية اعضائها من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري ل"حماس". كما رددوا هتافات ضد وزيري الداخلية سعيد صيام والخارجية محمود الزهار. وشارك في التشييع مئات من المسلحين غالبيتهم من اعضاء كتائب الاقصى حيث اطلق عشرات المسلحين منهم النار في الهواء خلال مرور الجنازة بين ازقة مخيم جباليا. وكان هدوء حذر ساد قطاع غزة بعدما انسحب المسلحون من الشوارع اثر اشتباكات اول من امس. وانتشر مئات من عناصر الشرطة والامن الوطني على المفترقات الرئيسية في القطاع الذي خلت شوارعه من المسلحين وحل محلهم افراد من الشرطة والامن الوطني في كل الطرقات والشوارع الرئيسية ومداخل المدن. ويأتي هذا الهدوء اثر اتفاق التهدئة الذي توصل اليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن وهنية الذي تم ليل الخميس - الجمعة بوساطة الوفد الامني المصري. وبدا حجم الدمار كبيرا في عدد من منازل كوادر حركة"فتح"والعميد غريب اثر القذائف التي اصابت ثلاثة منازل بينها منزل سفيان ابو زايدة وزير شؤون الاسرى السابق والقيادي في حركة"فتح". وتوفي امس عنصران من حركة"فتح"احدهما شقيق ابو غريب هو وائل غريب 24 عاما ليرتفع الى ثمانية عدد الاشخاص الذين قتلوا الخميس كما اصيب ستون اخرون بينهم عشرة اطفال وامرأتان.