سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المواجهات تمتد من غزة الى نابلس حيث خطفت "فتح" عناصر من "القوة التنفيذية" . ستة قتلى وعمليات خطف متبادلة وتهديدات بالقتل على وقع احتفالات "حماس" بمرور عام على فوزها
تدهور الوضع الامني الداخلي في قطاع غزة امس خلال احتفال حركة "حماس" بمرور عام على فوزها في الانتخابات التشريعية، ودارت اشتباكات وعمليات قنص اسفرت عن مقتل ستة ناشطين، خمسة منهم من"حماس"والسادس من حركة"فتح"، في وقت تبادلت الحركتان الاتهامات وعمليات خطف وتهديدات بالقتل. ودان رئيس الوزراء اسماعيل هنية بعد صلاة الجمعة في احد مساجد غزة في تصريح التفجير الذي استهدف عناصر"حماس"، قائلا ان"الجريمة التي حصلت مؤسفة بكل المقاييس، ونحن جادون لكشف خيوطها وكشف من يقف وراءها". واضاف:"نحن مصممون على الاستمرار في الحوار لقطع الطريق على مثل هذه الجرائم والوصول الى هدف الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية القادرة على انهاء الحصار وحماية المشروع الوطني وانهاء الاحتقان". وفي التفاصيل، قتل خمسة فلسطينيين أمس في اعقاب مقتل حسام أبو امطير، احد عناصر"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية والامن الوطني في ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة جراء انفجار عبوة ناسفة جانبية زرعت على جانب احدى الطرق في بلدة جباليا شمال القطاع. واتهمت"فتح"القوة التنفيذية بمقتل القيادي المحلي في"كتائب شهداء الاقصى"التابعة للحركة نبيل الجرجير بعد محاصرة منزله في مخيم جباليا اللاجئين شمال القطاع، الذي تتهمه القوة التنفيذية بالوقوف وراء تفجير العبوة وقتل ابو امطير. وردت"فتح"على مقتل الجرجير باطلاق النار على عربة اذاعة متنقلة محمولة على ظهر سيارة كانت تجول شوارع المخيم تدعو الناس الى مهرجان تنظمه"حماس"لمناسبة فوزها في الانتخابات التشريعية في 25 كانون الثاني يناير من العام الماضي، ما ادى الى مقتل الشاب رائد صبح من"حماس". واخذت دائرة الاشتباكات والاتهامات تتسع كلما قتل عنصر من هذه الحركة او تلك. وقتل في هذه الاشتباكات عنصر آخر من"حماس"هو اياد أبو زيد، فيما توفي عنصران من القوة التنفيذية متأثرين بجروح اصيبا بها في انفجار العبوة الناسفة ليل الخميس - الجمعة، هما موسى عسلية وخليل الانقح. وبمقتل هؤلاء الستة يرتفع عدد ضحايا الصدامات الدامية التي اعقبت اعلان الرئيس محمود عباس في السادس عشر من الشهر الماضي عزمه تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، الى اكثر من 30 ناشطا ومواطناً. وشهد امس عمليات خطف عدة من الحركتين، اذ خطفت"فتح"11 من ناشطي"حماس"التي خطفت في المقابل ثمانية من ناشطي"فتح". وفي ساعات بعد الظهر، قالت مصادر من"فتح"ان عناصر من القوة التنفيذية حاصرت منزل القيادي في"كتائب الاقصى"منصور شلايل بغية اعتقاله. وفي تطور دراماتيكي، امتدت الاحداث الى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وتحديداً الى بلدة كفر قليل حيث اقتحم ناشطون من"كتائب الاقصى"مركز تدريب للقوة التنفيذية واعتقلوا 24 من عناصره قبل أن يفر آخرون، وهددت بقتلهم في حال قتلت القوة التنفيذية شلايل. بدورها، اعلنت"حماس"حال الاستنفار القصوى بين عناصرها في نابلس في اعقاب خطف عناصرها، وتوعدت بالرد في حال استمر احتجازهم. وقالت القوة التنفيذية في بيان انها"ستلاحق القتلة والعملاء حتى ينالوا جزاءهم الذي يستحقون"، متهمة سميح المدهون احد القادة الميدانيين في"كتائب الاقصى"بالقيام بعمليات خطف ونصب حواجز في بلدة بيت لاهيا. وسبق ذلك اطلاق نار على منزل وزير الخارجية القيادي في"حماس"الدكتور محمود الزهار من دون وقوع اصابات، وكذلك اطلاق نار على منزل فايزة الزعانين عضو مجلس بلدة بيت حانون الذي تسيطر عليه"حماس". كما اطلق مسلحون مساء امس النار على العميد ركن في قوات الامن الوطني جهاد سرحان، فأصابوه بجروح في ساقيه. في غضون ذلك، نظمت"حماس"مهرجانا جماهيريا حاشدا في مخيم جباليا احتفالا بمرور عام على فوزها الساحق على"فتح"في الانتخابات التشريعية. وجاء الاحتفال الذي شارك فيه الآلاف من انصار الحركة والمواطنين على وقع الرصاص والاشتباكات مع انصار"فتح". ودعا رئيس المجلس التشريعي بالوكالة القيادي في"حماس"احمد بحر اثناء المهرجان الى احترام خيار الشعب الفلسطيني لممثليه في المجلس التشريعي. وطالب الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي بعدم معاقبة الشعب الفلسطيني على الديموقراطية التي اختارها بل احترام خياره. ووجه حديثه لمن وصفهم ب"التيار الانقلابي"في"فتح"قائلا:"لكل المتآمرين والمتساوقين مع خيار اميركا واسرائيل: كفى عبثاً لأنكم منهزمون، فالشعب الفلسطيني اعطى حماس الأمانة وهي لن تتخلى عنها". كما اكد النائب عن"حماس"مشير المصري ان خيار الادارة الاميركية بالفوضى الخلاقة لن ينجح في فلسطين. من جانبه، قال المسؤول في"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"جميل مجدلاوي:"نحمل فتح وحماس مسؤولية تدهور الوضع والاشتباكات وعلى الحركتين العودة الى الهدوء وتغليب لغة الحوار". كما دعت لجنة المتابعة العليا للفصائل الوطنية والاسلامية في بيان الى وقف اطلاق النار والاشتباكات فورا والعودة الى لغة الحوار. وقال مصدر في اللجنة انه تم تأجيل جلسة حوار كان من المقرر عقدها امس الى الاحد بسبب هذه الاحداث. وحمل الناطق باسم"فتح"توفيق ابو خوصة مسؤولية تجدد الاحداث الى"حماس"، وقال:"الحوار بأكمله قد ينفجر"، مضيفا:"كيف يمكن ان يمضي الحوار بوجود قنبلة تحت الطاولة وأخرى على سطح طاولة الحوار".