اوصت المؤسسة الأمنية في اسرائيل رئيس الحكومة ايهود اولمرت ببدء حوار مع سورية، بعد ثلاثة شهور، وافترضت ان تكون صورة الأوضاع على الساحة الفلسطينية قد اتضحت حتى ذلك الحين، وأن تكون واشنطن انتهت من بلورة سياستها في العراق. وقال المعلقان البارزان في صحيفة"يديعوت أحرونوت"الاسرائيلية، ناحوم برنياع وشمعون شيفر امس ان هذه التوصية قُدمت الى اولمرت عشية مغادرته الى شرم الشيخ للقاء الرئيس المصري حسني مبارك، اول من امس وأنها اعتمدت"تقويماً جديداً للأوضاع"أجرته المؤسسة الأمنية أخيراً قادت الى توصية اولمرت بالسماح لمبعوثيه فتح قناة حوار سري مع السوريين بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة، على رغم قناعة جهات أمنية بأن الرئيس السوري لن يكون مستعداً لانهاء المفاوضات باتفاق سلام. وبحسب هذه الجهات فإن الرئيس السوري معني بلا شك باستئناف المفاوضات مع اسرائيل لكنه"لن يقبل بأي من الشروط الاسرائيلية لذلك وهي: وقف دعم"حزب الله"و"المنظمات الارهابية"الفلسطينية ووقف العلاقات المتشعبة مع ايران. كما ان الاسد سيرفض ايضاً فكرة تأجير هضبة الجولان لاسرائيل لعشرين سنة في اطار اتفاق سلام وسيواصل تمسكه بمطلب استعادة الجولان كاملاً، حتى بحيرة طبرية. ومع هذا، أضافت المصادر الأمنية، ان من مصلحة اسرائيل ان تحاول التحاور مع دمشق لاضعاف علاقتها الآخذة بالتوثق مع ايران. وتابعت انه يجدر باسرائيل، في كل الأحوال اعادة الكرة الى الملعب السوري لارغام رئيسها على التطرق بوضوح لاقتراحات السلام الاسرائيلية. وتقدّر المؤسسة الأمنية الاسرائيلية ان الرئيس السوري ليس في صدد شن حرب مفاجئة على اسرائيل الصيف المقبل، كما اشاع ضباط اسرائيليون أخيراً. وهي تلاحظ ان ثمة تحولاً كبيراً طرأ على مواقف الرئيس السوري في الشهور الأخيرة التي تلت الحرب على لبنان اذ انه"تحرر من الانطباع الذي تولد عنده خلال الحرب بأنه يجدر بسورية الانضمام الى الحرب على اسرائيل". ومع ذلك لا تلغي الجهات الأمنية الاسرائيلية احتمال ان يبادر الرئيس السوري في المستقبل الى مواجهة خاطفة ومحدودة مع اسرائيل"يحاول فيها استرداد بعض الأرض في الجولان". وعن الملف الفلسطيني خلصت تقويمات الأجهزة الأمنية الى استنتاج يقول ان التهديد الاسرائيلي لرئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية باغتياله وغيره من قادة حركة"حماس"ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل سيفعل مفعوله لجهة وقف اطلاق قذائف القسام على جنوب اسرائيل. وتابعت ان اسرائيل لا ينبغي ان تتوسل لحركة"حماس"من اجل الاعتراف بها بل عليها أن تستعيد ردعها امام الحركة، ويتمثل الطريق الوحيد لذلك بالاعلان عن ان الرد على تواصل سقوط القذائف الصاروخية سيكون تصفية قادة حماس،"واذا ما ادرك هنية انه سيدفع حياته ثمناً لسقوط القسام فإنه سيرتدع وسيسود جنوب اسرائيل الهدوء التام". وزادت انه في حال لم تؤت التهديدات النتائج المرجوة وتواصل القصف"على الجيش ان يكون مستعداً لتنفيذ عمليات اغتيال". وفي شأن"التهديد الايراني"ترى المؤسسة الأمنية ان طهران ليست قريبة من نقطة اللاعودة في مشروعها النووي على رغم ان طهران معنية بأن يظن العالم انها على وشك بلوغ قدرات نووية.