ذكرت تقارير صحافية اسرائيلية متطابقة ان قيادة الجيش الاسرائيلي طرحت على طاولة الحكومة الاسرائيلية في جلستها الاسبوعية قبل يومين خطة تفصيلية ل"حرب استنزاف"على الفلسطينيين ستتواصل اسابيع وحتى أشهراً، بغض النظر عما ستؤول اليه قضية خطف الجندي، وذلك بهدف اسقاط حكومة"حماس". وقالت التقارير ان الخطة تعتمد"تصعيداً تدرجياً بهدف انشاء واقع أمني جديد في المنطقة"، وأفادت الاذاعة الرسمية ان الغرض الأولي من الخطة"ردع المنظمات الفلسطينية من القيام بعمليات اختطاف جديدة، وان لأجل ذلك ستشمل العمليات العسكرية اجتياحات برية للقطاع واعتقالات وعمليات جوية وقصفاً مدفعياً وضرب مكاتب"حماس"وملاحقة قادتها وهدم مواقعها العسكرية وعمليات اغتيال. وكتبت صحيفة"معاريف"ان عدم اعادة الجندي المخطوف"ستكلف حماس ثمناً باهظاً وستخسر سلطتها"على ما أكد قادة الاجهزة الامنية"الذين يؤمنون بأن ادارة صحيحة لأزمة الجندي ستضعف حماس المحاصرة وتأتي بتغيير صورة الوضع الاستراتيجية"ما يستوجب نشاطاً عسكرياً متواصلاً قد يمتد الى اسابيع وأشهر. وتابعت الصحيفة ان الخطة العسكرية المتدرجة تقضي أولاً بتوسيع رقعة اعتقال قادة"حماس"في حال لم يسجل تقدم في قضية الجندي، هذا الى جانب قصف جوي واجتياح بري"رمزي"ومواصلة تفعيل ضغط دولي على سورية لإرغام رئيسها على طرد رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل. - المرحلة الثانية: يوسع الجيش توغله في القطاع من خلال احتلال المناطق التي تطلق منها قذائف"القسام". كما لن يتردد الجيش في قصف مناطق مأهولة مثل بيت حانون إذا تواصل اطلاق القذائف منها. - المرحلة الثالثة: تحطيم البنى التحتية لحماس ومصادرة أموال تابعة لها في المصارف الفلسطينية فضلاً عن اعتقال قادتها. - المرحلة الرابعة: في حال أقدم الخاطفون على قتل الجندي فإن اسرائيل ستتحرك لتصفية قادة حماس في غزةودمشق من خلال شن هجوم جوي على العاصمة السورية،"لكن المشكلة هنا ان هجوماً كهذا قد يمس استقرار النظام السوري ويؤدي الى توتر بين سورية واسرائيل على الحدود الشمالية"للدولة العبرية. من جهته كتب المعلق السياسي في"يديعوت احرونوت"شمعون شيفر ان اسرائيل"تستغل حدثاً تراجيدياً من أجل تغيير استراتيجي في المواجهة مع حكومة حماس". وقال ان ما تريده اسرائيل من عمليتها العسكرية ليس فقط اعادة الجندي الى بيته ووقف اطلاق"القسام"، انما"تبغي تقويض حكومة حماس على أمل ان يختار الفلسطينيون في المرة المقبلة قيادة مسؤولة تفاوض اسرائيل". وتابع ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس يهيئان الرأي العام في اسرائيل لحرب استنزاف ضد الفلسطينيين. وأضاف ان الرجلين سيترجمان تصريحاتهما الأخيرة حول عدم الخنوع للابتزاز بسلسلة من العمليات"لتلقين حماس وداعمي الارهاب في دمشق ولبنان حزب الله درساً مفاده ان التحرش باسرائيل يكلفها ثمناً باهظاً وان الأخيرة قد تتصرف كمن جن جنونه". الى ذلك، نقلت"يديعوت احرونوت"عن مسؤولين اسرائيليين مخاوفهم من ان يحاول الفلسطينيون قصف منشآت اسرائيلية استراتيجية جنوب اسرائيل أو وسطها مثل محطات توليد الكهرباء الكبرى، واضافت ان هذه المخاوف تفاقمت بعد ان أطلق الفلسطينيون الاسبوع الماضي قذيفة"قسام"تعمل على محركين يبلغ مداها 20 كلم.