بعد تردد وتشفع متماديين حزم لولا دا سيلفا البرازيلي ونيستور كيرشنر الأرجنتيني أمرهما، وتحديا العضو الأكثر ثراء في ميركوسور سوق أميركا اللاتينية المشتركة. فطلب الرئيسان من نظيرهما الفنزويلي، هوغو تشافيز، التوقف عن تجاوزاته الخطابية. وهذه تفاقمت منذ توليه ولايته الثانية، في العاشرة من كانون الثاني يناير. وأعلم الرئيسان تشافيز أن اجتماعات المجموعة الأميركية الجنوبية، بدولها الأعضاء الخمس الارجنتينوالبرازيل والاوروغواي والباراغواي، وهي دول مؤسسة، وفنزويلا وهي انضمت في كانون الأول ديسمبر 2005، تشيلي وبوليفيا، وهما عضوان مشاركان ليست الإطار المناسب لنشر مبادئ"الاشتراكية على الطريقة الفنزيويلية"، ولا للهجوم على الولاياتالمتحدة. وانتهت قمة"ميركوسور"بريو دي جانيرو، في 19 كانون الثاني بدعوة محمومة للتكامل الاقتصادي، تتنافى مع التناقضات التي ظهرت في أثناء المشاورات. على جاري العادة، كان هوغو تشافيز نجم اللقاء، فتكلم من غير مراعاة جدول الأعمال، أو حتى انتظار دوره. فشنّ هجوماً على الدول التي وقعت اتفاقات تجارية مع الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس الكولومبي، ألفارو أوريبي، وقع اتفاقاً مشابهاً في شباط فبراير الماضي، يتأهب للرد على تشافيز فتدخل إيفو موراليس، وشجعه موقف استاذه في الاقتصاد والايديولوجيا، تشافيز، فأعلن أن كولومبيا تعاني عجزاً كبيراً في الميزانية، على رغم أن الأميركيين"استثمروا فيها ملايين الدولارات متذرعين بمحاربة تهريب المخدرات". ويفيد المراقبون أن هذه الحادثة حملت الدول المؤسسة للسوق على التصدي للرئيس الفنزويلي. وذكّر نيستور كيرشنر صاحب خامس احتياطي للنفط في العالم بأن الارجنتين ترغب في رؤية"ميركوسور"تتقدم على طريق الحداثة والتطور، وليس الرجوع الى المبادئ الايديولوجية التي قيدت العالم قبل ثلاثين عاماً. ومن جهته، نبّه لولا تشافيز الى أن البرازيل تفكر في طلب رؤوس الأموال الأجنبية، أي الأميركية والأوروبية، ودعم صناعات"ميركوسور". ورداً على هجوم نظرائه الذي أربكه، سعى تشافيز للحصول على دعم الرئيسة التشيلية، ميشيل باشليه. ولكن"مدللته"وهو اللقب الذي يلقبها به أظهرت ضيقها بالإهانات التي وجهها تشافيز الى أمين سر منظمة الدول الأميركية، مواطنها التشيلي خوسيه ميغيل إنسولزا، ونعته إياه بال"حقير". ولما غادر هوغو تشافيز ريو دي جانيرو، بدا الانقباض على وجهه. وهذا لا ينبئ بقبوله الشروط التي حاول لولا وكيرشنر فرضها عليه. عن رامي فور غافت، "إل موندو" الاسبانية، 25/1/2007