يحرص المسؤولون في مصر على طمأنة الرأي العام الى تطويق تفشي انفلونزا الطيور في البلاد، بعدما خسر قطاع الدواجن نحو 6.5 بليون جنيه منذ شباط فبراير الماضي حتى الآن، من أصل 19 بليوناً قيمة استثمارات القطاع. وتوقفت السوق نسبياً عن بيع الدواجن الحية وشرائها وزاد الإقبال على اللحوم الحمر والأسماك. ويتفق المسؤولون على أن تغيير سلوك المواطن، خصوصاً في الريف بات العامل الأساس في احتواء المرض، إضافة الى إجراءات تتخذها الدولة لتحصين الإنتاج القائم والمقدر ب 235 مليون طائر. وأعلن وزير الزراعة أمين أباظة"السيطرة كلياً على مرض انفلونزا الطيور في 85 في المئة من مزارع الدواجن من خلال التلقيح"، مشيراً الى"توفير 35 مليون جرعة لتلقيح الطيور المنزلية مجاناً، ستزيد الى 100 مليون خلال الفترة المقبلة". وأشار في مؤتمر صحافي إلى أن صناعة الدواجن في البلاد"استردت عافيتها"، لافتاً الى أن"الإنتاج بلغ مليوني دجاجة يومياً وهو نفسه قبل ظهور المرض في شباط الماضي". وأكد أن وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارتي الصحة والبيئة"اتخذت بعض الإجراءات للسيطرة على المرض وتلبية حاجات المواطنين وخفض أسعار الدواجن والبيض". وقال أباظة:"لا يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمر بل يمكن تحقيق 60 الى 70 في المئة منه"، مشيراً الى"إنتاج 1.5 مليون طن من الأسماك من خلال التوسع في المزارع القائمة على المياه العذبة". والى سعي الحكومة الى"تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بنسبة تتراوح بين 60 و 65 في المئة". وعن مشاركة الشباب في استصلاح الأراضي الزراعية في المناطق الجديدة، أوضح أن سياسة الدولة"تُركز على حصول الشباب على الأراضي من خلال شركات مساهمة وتمليك السهم مع الاحتفاظ بالارض". وشدد على"سلامة المحاصيل المستوردة من الخارج خصوصاً الذرة الصفراء التي يستورد منها اكثر من 5 ملايين طن سنوياً"، لافتاً الى أن كل أصناف الذرة الصفراء المستوردة من الخارج"لم تتم معالجتها بالهندسة الوراثية نهائياً". وأكد أن المواد الغذائية المستوردة من الخارج"تخضع لمراقبة لجنة الأمان الحيوي ولا يسمح بدخول أي محاصيل غذائية إلا بعد التأكد من سلامتها في دول المنشأ، ومطابقتها للمواصفات وسلامة صحة الإنسان والحيوان". وقال ان الوزارة"تهدف الى التوسع في زراعات الذرة خصوصاً الصفراء، والوصول بالمساحة المزروعة الى نصف مليون فدان في السنتين المقبلتين لتوفير الذرة محلياً ومواجهة ارتفاع أسعارها في السنوات المقبلة، بعد الاتجاه الى استخدام المادة وبعض المحاصيل في توليد الطاقة عالمياً، لمواجهة ارتفاع أسعار المنتجات البترولية الأخرى". وأشار أباظة الى أن وزارة الزراعة تجري أبحاثاً لاستخدام التكنولوجيا الحيوية في مقاومة الآفات الزراعية وزيادة الإنتاجية ومقاومة الحشائش، وفي حال ثبوت جدوى هذه الابحاث ستطبق من دون تردد طالما ستكون للمصلحة العامة وحماية البيئة وزيادة الإنتاجية".