أوضح تقرير اقتصادي حول الحبوب، أن الوضع الراهن عالمياً ينبئ بأن أزمة الحبوب ستكون طويلة الأمد، نظراً للتغيرات المناخية والبيئية ذات الأثر على الدول المنتجة والمصدرة للحبوب، ما يزيد العبء على الدول العربية المستوردة للحبوب، خصوصاً وأنها تنتج نحو 47 مليون طن من الحبوب سنوياً وتبلغ نسبة الاكتفاء الذاتي منها نحو 45.4 في المئة. ووفق تقرير للشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية (حصلت «الحياة» على نسحة منه)، فإن القمح على رأس مجموعة الحبوب التي تعاني الدول العربية فيها عجزاً واضحاً، إذ قدر إنتاجها منه في عام 2010 بنحو 20 مليون طن وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي منه 41.75 في المئة، وتقوم الدول العربية باستيراد نحو 29 مليون طن منه سنوياً بما قيمته نحو 10.5 بليون دولار. وقال المدير العام للشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية (أكوليد) الدكتورعبد الله بن ثنيان الثنيان، إنه بالنسبة لمحصول الذرة الشامية فقد بلغ الإنتاج العربي في العام نفسه نحو 7.7 مليون طن، وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي منه نحو 35.32 في المئة، وقدرت كمية وارداته بنحو 14 مليون طن بقيمة بلغت 3.5 بليون دولار، في حين يعتبر الأرُز من المحاصيل التي حققت إكتفاءً ذاتياً أفضل من محصول القمح والذرة الشامية، إذ بلغت نسبته 74.14 في المئة، وفي ذات الوقت بلغت قيمة فاتورة وارداته نحو 2.6 بليون دولار. وبالنسبة لمحصول الشعير، أكد الثنيان أن نسبة الاكتفاء الذاتي منه بلغت نحو 21.6 في المئة، وبلغت قيمة وارداته نحو 2.4 بليون دولار، ما يشير إلى أن الدول العربية استوردت 19 بليون دولار، ما يؤكد وجود فجوة حبوب تتفاقم في ظل أزمة الحبوب العالمية الراهنة والتي ظهرت جلياً في روسيا نتيجة التغيرات المناخية والبيئية ونشوب الحرائق في الغابات والمزارع، ما أسهم في ارتفاع أسعار الحبوب، كما أن حجب روسيا عن تصدير القمح لمختلف دول العالم أدى إلى ارتفاع أسعاره عالمياً وبالتالي ارتفاع قيمة فاتورة الواردات العربية من الحبوب. وأضاف أن الأمر يحتّم على الدول العربية التحرك وبخطى سريعة ومتلاحقة في التفكير للعمل على سد تلك الفجوة من محاصيل الحبوب، لتحقيق الأمن الغذائي للسكان والثروة الحيوانية من خلال التوسع في زراعة هذه المحاصيل أفقياً من خلال استغلال مساحات الأراضي الصالحة للزراعة بالمنطقة العربية وبخاصة في السودان، إذ تتوافر الأرض الخصبة والموارد المائية الكافية، إضافة إلى التوسع الرأسي من خلال البحث العلمي بالمراكز البحثية الزراعية، والعمل على استنباط الأصناف عالية الجودة والإنتاجية وقليلة المكث في الأرض والتي تتحمل الظروف الجوية بالمنطقة العربية وملوحة مياهها، والعمل على الإسراع بالتكامل العربي الزراعي لسد الفجوة الغذائية والعلفية للمحافظة على الثروة الحيوانية والعمل على تنميتها. يذكر أن الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية (أكوليد) التي تسهم فيها السعودية كمؤسس رئيس من الشركات الرائدة في مجال الاستثمار الزراعي في المنطقة العربية، وبدأت منذ أكثر من 25 عاماً في الاستثمار في السودان بإنشاء مشروع مصنع العلف الحيواني والداجني بطاقة إنتاجية 150 ألف طن من الأعلاف المتنوعة سنوياً، إضافة إلى إقامة المشروع المتكامل لانتاج الدواجن. وعلى صعيد متصل، أكد أحد تجار الشعير عبدالله التويجري، أن هناك وفرة كبيرة في الأعلاف في السوق المحلية، وسيكون هناك انخفاض في أسعارها في شهر آيار (مايو) المقبل بنسبة كبيرة تصل إلى 80 في المئة. وشدد التويجري على أن الشعير متوافر في السوق المحلية بشكل كبير، خصوصاً الأوروبي، وهناك توقف في استيراد الشعير الاسترالي، ويبلغ سعر كيس الشعير في الرياض 39 ريالاً، وفي المناطق الأخرى 40 ريالاً. من جهته، أوضح تاجر الشعير خالد المطيري أن هناك توافراً في الشعير بنسبة كبيرة وتبلغ أسعارها مابين 39 إلى 40 ريالاً، وهناك طلب كبير من مربي المواشي على الشعير، والمتوافر حالياً هو الأوروبي، وهناك إقبال على الأعلاف بكل أنواعها، متوقعاً أن تنخفض أسعار الأعلاف في أشهر الصيف.